17 10 2017

تعكفُ حكومة دبي حاليًا على دراسة كيفية استخدام تقنية "بلوك تشين" في تسريع وتحسين تقديم نحو 20 خدمة حكومية مختلفة، حسبما ذكرت مدير مبادرة دبي الذكية.

وقالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، المدير العام لمكتب دبي الذكية، في تصريح لـ"زاوية" على هامش معرض "جايتكس للتكنولوجيا"، إن المبادرة تعمل على تطوير حالات استخدام تقنية  "بلوك تشين" لتسجيل وتبادل البيانات بين الإدارات الحكومية، بهدف جعل عمليات مثل إصدار التراخيص التجارية أسرع وأبسط.

وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان دائرة الأراضي والأملاك في دبي مؤخرًا أنها اعتمدت تقنية "بلوك تشين" في كافة تعاملاتها.

تقول الدكتور عائشة: "قمنا بفحص ومراجعة ما يقرب من 20 تجربة ضخمة في مدينتنا، ووضعنا خارطة طريق كاملة لنقل هذه الخبرات والتجارب لتكون على رأس أولوياتنا في إطار استخدام  تقنية "بلوك تشين"، مُشيرةً إلى أنه في قطاع التطوير العقاري على سبيل المثال فإن كل خطوة تتطلب استيفاء بعض المستندات الحكومية، بدءًا من تسجيل السماسرة وإعلان بيع العقار وحتى تسجيل المشترين لملكياتهم، وكافة هذه الخدمات تتم الآن من خلال تقنية "بلوك تشين".

أضافت: "تم تضمين العديد من القطاعات في هذه التجربة، مثل القطاع المالي وقطاع التطوير العقاري وقطاع البلدية وقطاع الطاقة، وكذلك هيئات تسجيل الأفراد؛ مثل (هيئة التسجيل الإلكتروني التابعة للإدارة العامة للجنسية وشؤون الإقامة في دبي)،وهناك العديد من هذه القطاعات تستخدم تقنية "بلوك تشين" بالفعل.

وقالت بن بشر إن بعض حالات الاستخدام قيد التطوير حاليًا، وتشمل رقمنة الإجراءات اللازمة للحصول على تأشيرات الإقامة، وتسهيل استخدام محطات شحن المركبات الكهربائية، بما في ذلك إمكانية بيع الطاقة الزائدة مرة أخرى إلى الشبكة.

"هناك العديد من الحالات والأمثلة على تفعيل مبادرة التحول الإلكتروني، مثلما حدث في قطاعيّ الطاقة والصحة ،وغيرها في الكثير والكثير من القطاعات"، تقول بن بشر.

ويوضح العرض الخاص بمبادرة «دبي الذكية» بعضًا من الحالات الأخرى، ومن بينها استصدار تراخيص مزاولة المهنة للأطباء، وإصدار الوصفات الطبية الإلكترونية في قطاع الرعاية الصحية، وقيد الطلاب في المدارس والكليات، ومتابعة دورة حياة المركبات، وإجراءات التأمين والتوثيق.

وقالت بن بشر: "نريد إعادة هندسة العملية برمتها" خاصة ما يتعلق بعملية إصدار التراخيص التجارية، والتي تتطلب التعامل مع عدد من الهيئات الحكومية، مثل دائرة دبي الاقتصادية، وبلدية دبي، ودائرة الجنسية والإقامة لتأشيرات العمال، وغيرها.

وأضافت: "ندرس الآن كل حالة على حدة لتحويلها إلى تعاملات إلكترونية، لكننا نعمل على إعادة هندسة العملية بأكملها، والقضاء على ظاهرة الاعتماد على المستندات الورقية"، مشيرةً إلى أن حكومة دبي تعتزم أتمتة العمليات الإجرائية بأكملها لتكون إجراءات "غير ورقية" بحلول عام 2021.

وفيما يتعلق بالمستهلك، قالت  الدكتورة عائشة إنه تم تقديم مجموعة من الخدمات من خلال تطبيق "دبي الآن"، والذي يتضمن 57 خدمة تقدمها 25 جهة حكومية وغير حكومية، ومن بينها خدمة تتيح للمستخدمين المُسجَلين تعبئة مركباتهم بالوقود في محطات شركة بترول الإمارات الوطنية (اينوك)، ودفع نظير هذه الخدمة عبر هذا التطبيق.

وفي هذا الإطار، فإن خدمات تحديد الموقع تقوم بتحديد المحطة التي يتواجد بها المستخدم، والذي يحتاج فقط لاختيار المضخة التي يرغب في استخدامها ليتم فتحها، ويبدأ تزويد مركبته بالوقود، ومباشرة عملية الدفع عبر التطبيق.

وتابعت بن بشر أن مبادرة دبي الذكية قدَّمت بعض الإرشادات والتوجيهات للمطوّرين الذين يبحثون عن بناء مناطق جديدة - أو ترقية البنية التحتية في المناطق القائمة - بحيث تتلاءم مع شبكة البنية التحتية الذكية التي يجري تطويرها في جميع أنحاء دبي، والتي توفر بالفعل معلومات فورية حول المرافق الخدمية مثل المياه والطاقة.

وأضافت: "اليوم، لدينا منطقتان من الأحياء المتطورة، وهما "حي دبي للتصميم، و"واحة السيلكون"، واللتان تتوافقان تمامًا مع المعايير والإرشادات التي وضعناها، وهذه الإرشادات أصبحتْ ذائعة الصيت على الصعيد العالمي؛ فبعض المدن مثل العاصمة السويدية ستوكهولم أعربتْ عن اهتمامها بهذه الإرشادات، وهي مُتاحة على موقعنا الإلكتروني على الإنترنت، حتى يسهل على أي شخص تنزيلها والإطلاع عليها". 

© ZAWYA 2017