دبي في 12 فبراير / وام / قال كاتب ومحلل سياسي سعودي إن التطرف إيديولوجية فكرية تتم صناعتها وليست ردة فعل على الأوضاع السياسية أو الاجتماعية التي يواجهها الأفراد.

وتناول الكاتب والمحلل السياسي السعودي عبدالله بجاد العتيبي - في جلسة "صناعة السخط والتطرف" ضمن القمة العالمية للحكومات - مصادر وأسس التطرف والآليات التي يجب على الحكومات اتباعها لمكافحة هذه الإيديولوجية التي تؤدي لمختلف الأعمال الإرهابية.

وأشار إلى أن الأمة الإسلامية رغم أنها من توجه لها أصابع الاتهام في الوقت الحالي جراء تلك الجماعات إلا أن الكثير من الديانات والحضارات والدول على مر التاريخ عانت من الفكر المتطرف وذلك نتيجة لتأويل واجتزاء النصوص الدينية من سياقها الطبيعي واستخدامها بما يخدم مصلحة هذه الجماعات.

وقال إن التطرف عبارة عن صناعة تقوم على ثلاث مراحل صناعة السخط عبر توليد أفكار الغضب الشديد تجاه الأوضاع وهناك صناعة الإحباط وتعتمد على الهجوم على كل ما تقوم به الحكومات من مشاريع تنموية وإصلاحات وذلك بهدف ضرب مشروعية الدولة إضافة إلى مرحلة صناعة العنف التي تستند إلى القوة العسكرية بحيث تبنى منظومات سرية قائمة على عمليات اغتيال وقتل القادة والسياسيين وأفظع أشكال القتل كما نشهده اليوم من خلال تنظيم داعش.

و أضاف العتيبي إن هناك العديد من المفاهيم التي يتم البناء عليها لشحذ قابلية الفرد للعنف وهي مفاهيم هدفها غسل الأدمغة.. مفاهيم فكرية مرتبطة بالتكفير واجتماعية كالعزلة الشعورية والخطاب المنافق وآخرى قتالية كالإعداد للعمليات الانتحارية.

وأشار إلى أن مفهوم هذه الجماعات اتخذا بعدا أوسع وذلك من خلال استخدامها لجميع ما توفره التكنولوجيا لخدمة أعمالها وزيادة انتشارها وهذا من خلال مفهوم عولمة التطرف إضافة إلى اعتمادها على جماعات تعمل فقط على تقديم تبريرات للمتطرفين وأعمالهم.

ودعا العتيبي الحكومات إلى الاستمرار في مواجهة هذه المعضلة الكبرى وذلك من خلال وضع استراتيجية شاملة لتطوير الخطاب الديني ومنظومة تشريعية تتصف بالقدرة على مواجهة مشاكل العصر والسعي إلى قطع التمويل.

مبا - دنا - وام/مبا/دنا/عصم

© Copyright Emirates News Agency (WAM) 2017.