17 03 2017

أكد عدد من الاقتصاديين، أن السعودية تعد شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة، ومصدرا موثوقا وآمنا للإمدادات النفطية.

وقال لـ "الاقتصادية" الدكتور محمد الصبان المستشار الاقتصادي والنفطي "إن توقيت زيارة ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة جاء مناسبا جدا في ظل انتخاب إدارة جديدة، ورئيس جديد للولايات المتحدة الرئيس ترمب، وذلك لتعزيز العلاقة بين البلدين وتوضيح طبيعة المواقف السعودية تجاه مختلف القضايا، ومحاولة إيجاد قاعدة عريضة من التفاهم المشترك بين الرياض وواشنطن في ظل المصالح المشتركة".

وأشار الدكتور الصبان، إلى أنه لا يمكن تجاهل أن السعودية تعد ثاني أكبر مصدر للنفط إلى أمريكا بعد كندا، بما لا يقل عن 1.2 مليون برميل يوميا، فيما تمتلك "أرامكو" أكبر مصفاة في الولايات المتحدة بعد أن اشترت كامل حصة شركائها.

وأوضح أن الاستثمارات الأمريكية في السعودية تزايدت في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة وما ترتب عليها من وضوح في الرؤية المشتركة، ستسهم في تفعيل دور الولايات المتحدة في تحقيق استقرار المنطقة من جهة، والمساعدة في تنفيذ السعودية "رؤيتها 2030"، والعمل على نقل التقنية من خلال شراكات بين القطاعين الخاصين السعودي والأمريكي.

من جانبه، أكد الدكتور سالم باعجاجة، أن ترحيب دونالد ترمب الرئيس الأمريكي بالأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، في البيت الأبيض، مرحلة جديدة في العلاقات السياسية والاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة.

وبين باعجاجة، أن لقاء الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي، الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يهدف إلى تحسين وتوطيد العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، باعتبارها الصديق الأكبر للسعودية، بالنظر إلى حجم التبادلات التجارية بين البلدين والعلاقات السياسية الوثيقة.

ولفت إلى أن التبادل التجاري بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يعد كبيرا، إضافة إلى وجود عديد من التعاون في الجوانب السياسية والعسكرية والأمنية، مشيرا إلى وجود آلاف المبتعثين من الطلاب والطالبات السعوديين، في الولايات المتحدة الأمريكية، ما يعكس زيادة الثقة، والاستفادة من الخبرات الأمريكية ذات التأثير الكبير في الاقتصاد العالمي.

وأضاف "لا نغفل الجانب السياسي القوي للولايات المتحدة الأمريكية، ومدى تأثير ذلك في الأوضاع السياسية في العالم، ولذلك نرى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد إلى البيت الأبيض، عودة بقوة إلى العلاقات بين السعودية وأمريكا، بعد التوتر في العلاقات بين البلدين، إبان إدارة الرئيس السابق باراك أوباما".

وتطرق الدكتور سالم باعجاجة، إلى انعكاس الزيارة على القطاع الخاص في السعودية، تحديدا، ورفع مستوى الاستثمارات بين البلدين، وجذب استثمارات القطاع بشكل أكبر من الطرفين، حيث ستنعكس العلاقات السعودية الأمريكية، على دفع عجلة الاستثمارات في الاتجاهين.

وتابع "سنشهد جذب مزيد من الاستثمارات الأمريكية إلى السعودية، من خلال المستثمرين والشركات الأمريكية، ما سيسهم في زيادة الناتج المحلي وجودة مخرجات الإنتاج، حيث تحظى الصناعات الأمريكية بجودة عالية، مقارنة بالإنتاج العالمي".

وتوقع أن يتم جذب الخبرات الأمريكية لدعم جودة بعض الصناعات الوطنية، وكذلك توطين بعض الصناعات الأمريكية، مثل صناعة السيارات، وإنشاء المصانع للسيارات الأمريكية في السوق السعودية في مراحل لاحقة.

من جهته، أوضح ريان درار المستشار الاقتصادي أن زيارة ولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعد نقطة تحول في مستوى العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية بين البلدين.

وأشار إلى وجود تطابق تجاه القضايا بين السعودية والإدارة الأمريكية، خاصة فيما يتعلق المنطقة، كما أن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض أسس لمرحلة جديدة نحو مستقبل أفضل للعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة.

وقال "إن اللقاء أتى بعد مرحلة توتر في العلاقات السعودية الأمريكية خاصة التوترات التي صاحبت إدارة الرئيس باراك أوباما، لكن تظل العلاقات السياسية والاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة راسخة ولم تلبث أن تعود أقوى بعد مرحلة من التوترات".

© الاقتصادية 2017