17 05 2017

كشف وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ خلال المؤتمر السعودي الأول للمدن الذكية بالرياض أمس، عن بدء الوزارة في تكوين شراكات لتنفيذ مشروعات المدن الذكية لـ10 مدن بالمملكة.

دراسة لـ17 مدينة
أكد وكيل الوزارة لتخطيط المدن الدكتور عبدالرحمن آل الشيخ لـ«الوطن»، أن الوزارة أجرت دراسة شملت 17 مدينة رئيسية، خلصت إلى أن 5 مدن يوجد لديها استعداد أكبر من باقي المدن للتحول إلى مدن ذكية، وهي «الرياض، ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، والأحساء»، كاشفا في ذات السياق عن بدء العمل لتحويل مدينة الرياض إلى مدينة ذكية ومن المتوقع أن يتم تحويل العاصمة إلى مدينة ذكية في 2018.

وشدد وزير الشؤون البلدية خلال كلمته في المؤتمر على أن توجه الوزارة إلى المدن الذكية يأتي انطلاقا من رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بأن تكون المملكة نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على كافة الأصعدة، وفي ضوء رؤية المملكة 2030 قامت الوزارة بتطوير استراتيجية شاملة للتحول البلدي تشمل كافة الخدمات والأنشطة البلدية في المملكة.

استراتيجية الوزارة
أوضح الوزير أن استراتيجية الوزارة ترتكز على عدة محاور رئيسة تهدف بالأساس إلى تحقيق تنمية حضرية مستدامة ومتوازنة لترتقي بمستوى جودة الحياة، وتعزز البعد الإنساني في جميع مدن ومناطق المملكة، وتتضمن الاستراتيجية خططا مفصلة لتطوير أنظمة ومعايير التخطيط العمراني وتخطيط النقل والمواصلات داخل المدن، وتطبيق مفاهيم المدن الذكية وفقا لأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، والذي سيسهم بإذن الله في إثراء ظروف العيش والرفاهية في أرجاء المملكة وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية.

وأشار آل الشيخ إلى أن فعاليات المؤتمر تتضمن حوارا حول المدن السعودية الذكية بحضور مجموعة من الشباب والشابات، مبينا أنه يشارك بهذا المؤتمر نخبة مختارة من الخبراء محليا ودوليا ليساهموا في إثراء محتوى المؤتمر ومناقشاته والمساهمة في تبادل الخبرات والتجارب وتوطين مفاهيم المدن الذكية، لافتا إلى أن مفاهيم ومعايير المدن الذكية ترتبط ارتباطا وثيقا بأهداف العمل البلدي لتحقيق جودة الحياة، والمساهمة في حل المشاكل الحضرية، وتحقيق كفاءة تشغيل الخدمات وشبكات البنية التحتية، وفعالية إدارة المدن، وتحسين الأداء الحضري، والإدارة الذكية لاستخدامات الأراضي والنمو العمراني، وزيادة الفاعلية الاقتصادية، وتقليص الآثار السلبية على البيئة، إضافة إلى تحقيق الاستدامة والازدهار الحضري.

التطبيقات الإلكترونية
لفت آل الشيخ إلى أنه تم تطوير العديد من التطبيقات الإلكترونية للخدمات البلدية، والسير نحو تقديم كافة الخدمات البلدية إلكترونيا، ووضع برامج للتحول الرقمي لأغلب الخدمات بالأمانات والبلديات، مؤكدا أن الوزارة أخذت بمفاهيم ومعايير المدن الذكية للعمل على تأدية الأنشطة العمرانية والمجتمعية بكفاءة وفاعلية وبموارد أقل لتوفير أكبر قدر من الفوائد والمنافع التي تسهم في التحول للمدن الذكية المستدامة وتلبية تطلعات المستفيدين من الخدمات البلدية.

من جانبه، كشف وكيل الوزارة لتخطيط المدن رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر عن دراسة أجرتها الوزارة عام 2015 بعنوان «تطبيق مكونات المدن الذكية في التخطيط العمراني»، استهدفت 17 مدينة رئيسة في المملكة تشمل عواصم المناطق التي يسكنها 75 % من إجمالي سكان المملكة، إضافة إلى كل من «جدة، والطائف، والأحساء» وتم تقييم جاهزية هذه المدن وفقا لمعايير دولية متفق عليها تشمل توفر رؤية استراتيجية للتحول الذكي بالمدينة، وجاهزية البنى التحتية التقنية.

مسوحات ميدانية
أضاف آل الشيخ أن الدراسة شملت إجراء مسوحات ميدانية لنحو 3300 عينة من السكان، إضافة إلى 60 مسؤولا تنفيذيا في الأمانات التابعة لتلك المدن، و150 مسؤولا تنفيذيا في الوزارات والهيئات الحكومية والخاصة ذات العلاقة، وتوصلت الدراسة إلى ترتيب مدن المملكة التي تمت دراستها وفقا لهذه المعايير، وتحديد الفجوات وأولويات الخدمات التي يجب تحويلها إلى خدمات ذكية، وتبين وجود 5 مدن لديها استعدادا أكبر من غيرها للتحول لمدن ذكية، وهي «الرياض، ومكة المكرمة، وجدة، والمدينة المنورة، والأحساء»، مؤكدا أن العمل بدأ فعليا لتحويل مدينة الرياض إلى مدينة ذكية في 2018.

وأكد أن الوزارة وضعت 11 محورا رئيسيا للوصول إلى المدينة السعودية الذكية من أبرزها «النقل، والمساكن، والبيئة، والحج والعمرة»، مشددا على أن الوزارة تتعامل مع العديد من التحديات لتحول المدن السعودية إلى مدن ذكية منها تكامل المعلومات والبيانات، والقدرة على الوصول إلى نماذج مشاركة مناسبة مع القطاع الخاص بما يحقق أهداف التحول الذكي، إضافة إلى بناء القدرات المتخصصة، وإيجاد شراكات مجتمعية ذكية.

© Al Watan 2017