11 09 2017

رغم انة اصبح أقوى في 2017.. لماذا لا تنخفض الأسعار؟

تهاوي الدولار يضرّ بميزانية الحكومة المعتمدة على إيرادات النفط

ارتفاع الأسعار رغم المسار الهابط للدولار منذ بداية العام

1.7% زيادة في سعر صرف الدينار أمام الدولار في 2017

المستهلك والمستورد أكبر المستفيدين والحكومة والمصدرون متضررون

الدينار تراجع 10% أمام الدولار الأميركي منذ 2012 وعاد للارتفاع من جديد

شهد الدينار تحسنا ملحوظا امام العملات الرئيسية وخاصة الدولار الأميركي منذ بداية العام ليعاود الوصول لمستويات كان قد فقدها منذ اكثر من عام حيث ارتفع سعر صرف الدينار امام الدولار الأميركي 1.7% منذ بداية العام الحالي حيث كسر سعر صرف الدولار خلال النصف الاول من شهر سبتمبر مستويات 301 فلس نزولا مقارنة بـ 306 فلس في مطلع العام الحالي لتمثل تلك الزيادة مع تخطيها النقطة المئوية تاثيرات متعددة وابرزها:

1 - ايجابي على المستهلك

تزداد القدرة الشرائية للمستهلكين، حيث يمثل الدينار قيمة اكبر من الدولارات التي يمكنها شراء سلع اكثر وبالتالي يستفيد المواطن في حالة احتساب الاثر المباشر على قدرة دخله بالدينار الشرائية وخاصة في حالة السفر والاجازات التي يتم قضائها خارج البلاد مستفيدا من فارق سعر الصرف لصالح الدينار، بالاضافة إلى أن اسعار الغذاء العالمية تأخذ مسارا هابطا منذ عدة أشهر وفقا لآخر بيانات صادرة عن منظمة الأغذية والزراعة (فاو) حيث انخفضت اسعار السلع 1.3% في أغسطس الماضي، فيما لا ينعكس هذا الانخفاض على الاسعار محليا حيث ظل مؤشر التضخم في مسار صاعد.

2 - سلبي على ميزانية الحكومية

تمثل ايرادات النفط الكويتية قرابة 85% من اجمالي ايرادات الحكومة وهي مقومة بالدولار وبالتالي فان ميزانية الحكومة الكويتية ستتأثر سلبا بقوة الدينار حيث سيتم تحويل ايرادات النفط بالدولار الى كمية أقل من الدنانير داخل الميزانية التي تعتمد في حساباتها على العملة الوطنية، حيث عوض ارتفاع الدولار في العام الماضي من تراجعات اسعار النفط.

3 - خسارة للمصدرين

يتأثر المصدر الكويتي سلبا بقوة سعر صرف الدينار حيث ترتفع قيمة السلعة بالعملات الاجنبية وهي عملة شراء الدول الأخرى مقابل نفس القيمة بالدينار داخل الكويت والحكومة هي اكبر المصدرين بالكويت حيث النفط السلعة التصديرية الرئيسية للدولة.

4 - مكاسب للمستوردين

يتم استيراد أغلب السلع الاستهلاكية للسوق الكويتي وفي حال زيادة القدرة الشرائية للدينار يستطيع المستورد الكويتي الحصول على كمية أكبر من السلع بنفس القيمة بالدينار بما يزيد من مكاسبه وكذلك يساهم في خفض الأسعار بالسوق وزيادة التنافسية والطلب على السلع بما يحدث رواجا بالأسواق يستفيد منه.

سعر الصرف في 5 سنوات

وبعد ان وصل سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار الاميركي عند اعلى مستوى له خلال الـ 5 سنوات الماضية في بداية شهر ديسمبر من عام 2011 بما يعادل 3.618 دولارات لكل دينار (276.4 فلسا لكل دولار)، بدأ سعر صرف الدينار مقابل الدولار رحلة الهبوط المتواصل عن اعلى مستوياته حيث خسر الدينار من قيمته 10% ليسجل ادنى مستوى له في 4 يناير 2017 عند سعر صرف 3.264 دولارات لكل دينار او ما يعادل 276 فلسا للدولار الواحد ليعود ويرتفع منذ بداية السنة الحالية بنسبة 1.5% ويقفل عند 301.4 فلس لكل دولار كما في 9 سبتمبر 2017.

وبالتالي فان القدرة والقيمة الشرائية للدينار الكويتي مقابل السلع والخدمات المسعرة بالدولار الاميركي قد فقدت 10% من قيمتها خلال فترة الخمس السنوات الاخيرة حيث اصبح الاستهلاك والانفاق بالدولار خصوصا في مواسم السفر اغلى على المستهلك الكويتي الذي يجني امواله بالعملة الوطنية.

فعلى سبيل المثال كان مبلغ الـ 1000 دينار يساوي 3618 دولارا في ديسمبر 2011، اما الان فأصبح يساوي فقط 3298 دولار وبخسارة في سعر صرف الـ 1000 دينار تساوي 320 دولار بعد ان كان فقد عند ادنى مستوياته 355 دولارا لكل 1000 دينار مما يزيد العبء المالي على المسافرين الى الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الدول التي تعتمد الدولار في معاملاتها التجارية.

كذلك ضعف الدينار مقابل الدولار يجعل السلع والمنتجات المستوردة والمسعرة بالدولار اغلى على التاجر المستورد مما يساهم في زيادة التضخم في اسعار المستهلك في الكويت بما يسمى في عالم الاقتصاد (Imported Inflation) حيث تحتاج الى مبالغ اكبر من الدينار لشراء ذات الكمية من السلع والخدمات المستوردة من الولايات المتحدة الاميركية وغيرها من الاسواق الخارجية مما ساهم في الضغوط التضخمية ودفع التضخم السنوي في اسعار المستهلك الى الارتفاع الى 3% خلال عامي 2014 و2015 (5% ارتفاعا سنويا في المواد الغذائية والمشروبات في 2015) و3.5% خلال عام 2016 لتعود وتنخفض اسعار المستهلك خلال شهر مايو 2017 الى 2.7% بالمقارنة مع مايو 2016 وعلى اساس سنوي.

لانخفاض سعر صرف الدينار مقابل الدولار تأثير ايجابي على الميزانية العامة للكويت حيث تشكل الايرادات النفطية نحو 90% من اجمالي ايرادات الدولة وأسعار النفط الكويتي مسعرة بالدولار ويتم تحويل ايرادات النفط من الدولار الى الدينار في الميزانية العامة.

فعلى سبيل المثال كانت المليار دولار اميركي قبل 5 سنوات تساوي 276.4 مليون دينار بينما ارتفعت لتساوي حاليا 303.3 ملايين دينار وبالتالي زيادة في كل مليار دولار من ايرادات النفط بنحو 27 مليون دينار.

انتعاش اليورو

وأمام باقي العملات الرئيسية هبط الدينار امام الجنيه الاسترليني منذ بداية العام وحتي الاسبوع الثالث من سبتمبر بنحو 6% ليبلغ الجنيه الاسترليني 397 فلسا وذلك بدعم من تعافي العملة البريطانية بعد هبوط قوي سجلته في اعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي.

وسجل اليورو ارتفاعا قويا منذ بداية العام ليسجل صعودا بنسبة 13% بالغا مستوى 362 فلسا وذلك بالتزامن مع صعود عملة الاتحاد الاوروبي عالميا الى اعلى مستوى لها في عامين ونصف العام.

© Al Anba 2017