21 05 2017

أظهرت دراسة حديثة أن منطقة الشرق الأوسط تتمتع بفرصة استثنائية للاستفادة من القيمة التي تحققها السوق الرقمية والمتمثلة بتعزيز الناتج المحلي الإجمالي السنوي في المنطقة بقيمة 95 مليار دولار بحلول العام 2020.

وتوضح الدراسة، التي أجرتها شركة الاستشارات الإدارية العالمية ماكنزي آند كومباني، أن تحقيق هذه الإمكانات الرقمية الواعدة يأتي من خلال تطبيق مجموعة من التدابير الصحيحة ضمن 4 مجالات وهي: الحكومة، وشركات القطاع الخاص، والتمويل، والمواهب البشرية، بحيث تتضمن هذه التدابير وضع أطر للسياسات التي تشجع الابتكار الرقمي وتعزيز تمويل رأس المال المخاطر في المجالات الرقمية بهدف تشجيع العاملين في مجال التكنولوجيا على المستوى المحلي وتطويرهم.

كما أشارت الدراسة إلى أن على شركات القطاع الخاص انتهاز هذه الفرصة الاستثنائية لإنشاء منصات رقمية رئيسية لمواكبة التغيرات والتطورات المتسارعة في منظومة الأعمال التجارية، وذلك من خلال التعاون مع الشركات والمبتكرين في المجال الرقمي.

ومن ناحية أخرى، ترى الدراسة أنه يجب إعادة التفكير في كيفية استقطاب المواهب الرقمية والمحافظة عليها إذا ما أردنا تحقيق هذه القيمة الاقتصادية.

وتشير الدراسة أيضا إلى أن تحقيق الإمكانيات الرقمية في المنطقة يتطلب من المعاهد والمراكز البحثية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إحراز تقدم ملموس خلال العقد المقبل في العديد من المجالات، على الرغم من بعض الحلول الرائدة ستنبثق من دمج التكنولوجيات الحالية، فعلى سبيل المثال، سيكون الجلد البشري المطبوع بيولوجيا أحد أول الأعضاء الحية المقدمة في السوق، حيث سيجمع بين بحوث الخلايا الجذعية، وتكنولوجيا النانو، والعلوم الوراثية مع تكنولوجيا الطباعة ثلاثة الأبعاد. وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع،
صرح المدير الإداري لمكتب ماكنزي آند كومباني في الشرق الأوسط طارق المصري قائلا: "يعد سكان منطقة الشرق الأوسط من أكثر سكان العالم اتصالا وبراعة في التكنولوجيا، فإذا تمكنت المنطقة أن توفر لهم البيئة السليمة التي تدعم التنمية الرقمية وريادة الاعمال، فسيثمر ذلك عن تحقيق العديد من الفوائد مثل زيادة النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية. ويمكننا حصر السمات الفريدة التي يتميز بها سكان المنطقة بالمقارنة مع بقية دول العالم بثلاث سمات رئيسية، وهي: الاستخدام الواسع للتكنولوجيا، وارتفاع مستوى التعليم، والبطالة. ولكننا بالمقابل قد نرى أن هناك مليار شخص على مستوى العالم يتمتعون بهذه السمات في العام 2030".

© Alghad 2017