22 02 2017

يبدو أن أسواق التأمين السعودية قد تجاوزت الخطر أخيراً عقب فترة من التقلّب في الاكتتاب، وفقاً لتحليل قامت به شركة "إيه. إم. بيست".

حيث بيّن استعراض الإفصاحات الأولية من قبل شركات التأمين الوطنية في المملكة تحسناً ملحوظاً في الأداء التشغيلي في عام 2016، حيث سجلت السوق أكثر من ضعف أرباحها خلال العام مقارنة بالعام السابق. وكانت أرباح السوق (قبل اقتطاع الزكاة) لعام 2016 جيدةً حيث بلغت 2.5 مليار ريال سعودي (671 مليون دولار أميركي) -أي ما يفوق ضعف أرباح عام 2015 البالغة 1.0 مليار ريال سعودي (278 مليون دولار أميركي).

وكانت الأرباح، في عام 2015، مدفوعةً بالأداء التشغيلي القويّ لرواد السوق، بينما سجلّ باقي السوق عموماً أرباحاً ضعيفة وسجلّت العديد من الشركات خسائر تشغيلية. وفي المقابل، لاحظت "إيه. إم. بيست" تحولاً ملحوظاً في عام 2016؛ حيث سجلّت الغالبية العظمى من شركات التأمين نتائج تشغيلية إيجابية.

ونُشرت النتائج في تقرير جديد أصدرته "إيه. إم. بيست" بعنوان "الاستقرار يعود إلى شركات التأمين السعودية ولكن آفاق النمو لا تزال غير واضحة". ويشير التقرير إلى أن 27 من أصل 33 من شركات التأمين الرئيسية في المملكة سجلّت أرباحاً تشغيلية في عام 2016، مقارنةً مع 19 شركة في عام 2015. ونتجت معظم التحسينات في الأرباح من عمليات التأمين الأساسية للشركات عوضاً عن الاستفادة من المكاسب الناتجة عن الأنشطة الاستثمارية. وقال سلمان صدّيقي، المحلل المالي الأول: "أدى طرح التسعير والحجز الأكتواري في مجال تأمين السيارات والتأمين الطبي في عام 2014 إلى خسائر قصيرة المدى، إلا أنه ساعد على تحسين انضباط وربحية السوق إلى حد كبير. وبالنسبة للتأمين على السيارات، تضاعفت المعدّلات أكثر من ثلاثة أضعاف منذ طرح المدخلات الأكتوارية، ما أدى إلى إخماد تضارب الأسعار التي أدت إلى اضطراب السوق السعودية سابقاً". ويضيف التقرير أنه بالرغم من تحسُّن الأداء، لا تزال هناك مخاوف متعلقة بالنمو الإجمالي للسوق. حيث نمت سوق التأمين السعودية، في عام 2016، بنسبةٍ متواضعة بلغت واحداً في المئة، والتي تعود في المقام الأول إلى زيادة أسعار الفائدة في التأمين على السيارات، مع زيادة أقساط التأمين الإجمالية بنسبة 12 في المئة تقريباً.

وقال ماهيش ميستري، المدير الأول للتحليلات: "على الرغم من تحسن انضباط السوق، تتوقع 'إيه. إم. بيست' أن تبقى سوق التأمين السعودية تنافسيةً للغاية. ومن المرجح أن يثبّط استمرار انخفاض أسعار النفط احتمالات نمو سوق التأمين في المملكة خلال عام 2017. ومع ذلك، تشير 'إيه. إم. بيست' إلى أن شركات التأمين لديها الفرص لتنمية حافظاتها. وتواصل سوق السيارات السعودية معاناتها المزمنة من المستويات المرتفعة من المركبات غير المؤمن عليها -والتي يُقدَّر أنها تصل إلى 55 في المئة- والتي تمثل سوقاً كبيرة محتملة غير مستغلّة".

© صحيفة الرياض 2017