22 02 2017

"الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوّره" فلا التقدير أو الاعتقاد يستطيع الجزم بصحّة ما يتم الذهاب إليه دون ملامسة الواقع والوقوف عليه وتصورّه تصوراً دقيقاً، يساهم في تسيير دفّة الحياة بمختلف اتجاهاتها عبر هذا المنطلق، وهو ما أضحت الخطى عليه في بداية الطريق نحو تنظيم شؤون العمالة الأجنبية بالمملكة، ففي ظل التبعات الناتجة عن قرار مجلس الوزراء مؤخراً بضرورة اشتراط وزارة العمل والتنمية الاجتماعية وجود عقد إيجار مسجل في شبكة (إيجار) لإصدار رخص العمل لغير السعوديين أو تجديدها، وذلك بتنسيقها مع وزارة الإسكان للاتفاق على الآلية اللازمة لذلك وتحديد المهن ذات الصلة، أجمع مختصون على أهمية هذه الخطوة التي شملت العمالة الوافدة تنظيمياً من حيث أماكن إقامتها، مما سيسهم -بطبيعة الحال- في تقليص السلبيات الخاصة بهذا الشأن.

وفي ذات الشأن قال رئيس مجلس إدارة مجموعة السامي القابضة الدكتور سامي النويصر بطبيعة الحال فإن هذه الخطوة ستعمل على ضخ المزيد من المعلومات المفيدة عن العمالة الوافدة بالمملكة، مما سيسهم في وجود بنية تحتية سليمة لأي قرارات مستقبلية تخص هذه الشريحة، ومن الجهات المستفيدة بالإضافة إلى وزارة الإسكان وزارة التجارة، كما أن عملية الربط الإلكتروني بعقود الإيجار للعمالة ستساعد على تنظيم ودفع الاستثمارات في المباني العمالية بالأحياء المستقلة الخاصة بهم، بعيداً عن الأحياء السكنية؛ مما يسهم في ازدهار هذه المدن ولا يخفى أيضاً الجوانب الأمنية المترتبة على هذا التنظيم، من خلال حَصْر " العمالة الغير ماهرة " في مجمعات سكنية مستقلة خاصة بها بعيداً عن الكثافة السكانية بداخل الأحياء في المدن

من جهتة قال أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف الدكتور سالم باعجاجة حمل إقرار مجلس الوزراء مؤخراً لربط رخص العمل لغير السعوديين وكذلك التجديد عبر التنسيق بين وزارتي الإسكان والعمل والتنمية الاجتماعية الكثير من التبعات الإيجابية كالتأكد من نظامية جميع العمالة الوافدة (بحسب تصنيف المهن المستقبلي للعمالة المشمولة بهذا النظام)، وكذلك الحد من تكدس هذه الشريحة من مناطق معينة لا سيّما تلك الأماكن المأهولة بالسكان، ومعرفة أماكن تواجدها.

وذكر الدكتور باعجاجة أن العمالة الوافدة قد تسببت بالفعل في العديد من الأضرار الاجتماعية بفعل أماكن توزيعها الغير مدروس، وهو الأمر الذي سيتلاشى -بمشيئة الله- مع عمليات الضبط والتنظيم لهذه الشرائح المختلفة.

© صحيفة الرياض 2017