27 07 2017

كشف الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، عن تفاصيل مشروع الفيصلية، الذي اطلع عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مطلع الأسبوع الماضي، مؤكداً أن إدارة خاصة ستتولى المشروع تحت إشراف هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، إلى جانب مندوب من صندوق الاستثمارات السعودية، الذي سيكون بمنزلة همزة وصل بين المشروع وهيئة تطوير المنطقة.

وقال الأمير خالد الفيصل خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في مقر الإمارة في جدة أمس، بحضور الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، والأمير عبدالله بن بندر نائب أمير منطقة مكة المكرمة: "مشروع الفيصلية لا يزال في بدايته، وخير بداية له ما تم مطلع الأسبوع الماضي عندما قدمنا لخادم الحرمين الشريفين نبذة تفصيلية عن المشروع، حيث اطلع عليه وناقش تفاصيله وأمر بوضع الدراسات النهائية له والسماح للقطاع الخاص بالمشاركة في تنفيذه".

ولفت إلى أن مشروع الفيصلية امتداد لمدينة مكة المكرمة وليس مدينة جديدة، إذ يبدأ من الحد الشرعي للعاصمة المقدسة، وينتهي بالشاطئ الغربي لمكة.

وذكر أمير منطقة مكة المكرمة، أن المشروع يحوي عديدا من العناصر؛ إذ يضم مرافق عدة، تتمثل في مركز إدارة يضم جميع الإدارات العامة في المنطقة في مكان واحد، ومن بينها مقر إمارة منطقة مكة المكرمة، ومركز إسلامي لجميع المنظمات والمؤسسات الإسلامية، كما سيتم إنشاء مركز أبحاث إسلامي ومراكز للاجتماعات والندوات والمؤتمرات، مضيفاً أن الفيصلية ستضم إلى جانب ذلك مساكن وأسواقا ومناطق للترفيه والتعليم والصحة، وسيتم توزيعها بشكل علمي ومدروس على أرض المشروع.

وأوضح أن المشروع سيضم مرافق للقطاعات الزراعية والصناعية، وكذلك مطار خاص يتبع مطار الملك عبدالعزيز وميناء بحريا يتبع ميناء جدة الإسلامي، موضحا أن المشروع امتدادٌ لمدينة مكة المكرمة، ويبدأ من الحد الشرعي للعاصمة المقدسة وينتهي في الشاطئ الغربي لمكة ويقع على مساحة 2450 كلم2.

وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أنه سيتم البدء الفوري في الاجتماعات والندوات المفتوحة مع القطاع الخاص لتبادل الخبرات وإنهاء الدراسات المتعلقة بالمشروع، ووضع خطط التنفيذ التي ستكون مرنة وقابلة للتعديل، داعياً القطاع الخاص إلى المساهمة الفاعلة في المشروع، موضحا أنه ستتم الاستعانة بشركات عالمية وإسلامية في هذا الخصوص.

يذكر أن مشروع تطوير الفيصلية يمثل نقلة تنموية مهمة في مسيرة الوطن نحو تنويع الاقتصاد وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص في تطوير المشروعات الريادية، وذلك لتحقيق رؤية المملكة 2030، ويتميز المشروع بمجموعة من العوامل تساعد على مسيرة النهضة والبناء والتنمية والتطوير، تمثلت في التميز الجغرافي الاستراتيجي، والتميز الاقتصادي والاستثماري، والتميز الإسكاني، إضافة إلى التميز في المواصلات والنقل، والتميز الاجتماعي، والتميز التنموي، والتميز الذكي والمستدام.

ويعد الموقع الجغرافي للمملكة التي تقع في ملتقى ثلاث قارات، ونقطة استراتيجية تجارية، وقاعدة إقليمية مهمة للاستثمارات وتكوين الشركات الذكية الناجحة، حيث يقع مشروع الفيصلية في الجهة الغربية لمدينة مكة المكرمة، ويربط بين مدينتي مكة وجدة، ويعد في العاصمة الإدارية لمنطقة مكة المكرمة محور ملتقى مناسب للخدمات البينية والتنمية الحضرية في المدن الرئيسة في المنطقة، ويغطي النطاق الجغرافي للمشروع حدود الشعيبة في مكة المكرمة، وتبلغ مساحته 2450 كلم2.

ويحد المشروع من الشمال طريق مكة - جدة السريع، ومن الجنوب والغرب محافظة الليث والواجهة البحرية لمركز الشعيبة، ومن الشرق مركز البيضاء، ومن الشمال الشرقي حدود منطقة الحرم المكي.

أما من حيث التميز الاقتصادي والاستثماري، فتعتمد استراتيجية التنمية في المشروع على تنويع الاقتصاد، وتخفيف الاعتماد على قطاع النفط والغاز، وذلك عن طريق إدخال نظام بيئي مكون من مجموعات مختلفة لتحفيز التطوير في المنطقة، ويحقق موقع مشروع الفيصلية الاستراتيجي فرصا اقتصادية جديدة ومتطورة، تفتح آفاقا رحبة للتنمية، تتوافق مع التقدم التقني وتنوع مجالات الاستثمار التي أثبتت نجاحها في مناطق التنمية الناشئة عالميا، كما جرى التأكيد على الاستفادة من التجارب العالمية الناجحة في الاستثمار الاقتصادي المتنوع مثل سنغافورة وإقليم إسكندر ومدينة بتراجايا في ماليزيا، ومشاريع التنمية المعتمدة على الطاقة المتجددة والزراعة المستدامة وغيرها من المشاريع الناجحة عالميا، وروعي في تصميم مشروع الفيصلية التركيز على توفير المحفزات الاقتصادية للتنمية في جميع مناطق المشروع، وذلك لإيجاد فرص وظيفية واستثمارات اقتصادية ناجحة ومستدامة، تعمل على تحفيز السوق العقارية كخدمة أساسية مكملة لعملية التطوير.

ويستقطب المشروع كذلك عديدا من المجموعات الاقتصادية التي تحقق قيمة مضافة لا تقل عن ضعفي قيمة الاستثمار، قد تصل إلى أربعة أضعاف مثل السياحة والتعليم والصحة والنقل والتخزين, ويحتوي على مناطق الاستثمارات العامة والخاصة لتحفيز نمو المشروع (مجمع إسلامي فقهي، شارع محوري، المقرات الحكومية، الحي الدبلوماسي، المركز الحضاري، الأعمال والتجارة، التسوق والبيع بالتجزئة، رصيف للقوارب، مساكن مطلة على البحر).

ويعد المشروع من ناحية التميز الإسكاني فرصة لتخفيف الضغط السكاني على مدينتي مكة المكرمة وجدة خلال السنوات الـ25 المقبلة، ويعطي فرصة مناسبة لتوفير السكن الاقتصادي لما لا يقل عن 700 ألف أسرة أو ما يعادل 70 في المائة من عدد الوحدات السكنية الجديدة بما يقارب 995 ألف وحدة سكنية في المشروع، حيث يصل عدد السكان عام 2050 نحو 5.6 مليون نسمة، ويقدم برنامج تحويل القرى طريقة مبتكرة ومستدامة لتحويل المجتمعات القروية إلى أحياء مناسبة للمعيشة عن طريق إعادة تنشيط القرى القائمة، وتحسين ظروف الحياة فيها، وذلك من خلال إشراك المجتمعات المحلية لضمان استدامتها على المدى الطويل، وتحسينها بشكلٍ مستمر، إضافة إلى أن التركيز على السكن الاقتصادي يعطي المشروع ميزة أساسية في مشاريع المدن الجديدة أو المدن الاقتصادية، ركزت على التطوير العقاري كمحرك للتنمية، وهذا كان سبباً رئيساً في تأخر تحقيقها للأهداف.

ويوفر نظام النقل متعدد الوسائط تميزا في المواصلات والنقل، وربطاً فعالاً على الصعيدين الإقليمي والمحلي، وذلك عن طريق تنفيذ مطار إقليمي (مطار للشحن مع مرافق لوجستية) وميناء فرعي مزود بتجهيزات مساندة للموانئ المجاورة (سفن سياحية، يخوت ضخمة، ويخوت وقوارب صغيرة ، تاكسي مائي).

ومن ناحية التميز الاجتماعي، استحدث في المشروع أكثر من مليون وظيفة في مجالات متنوعة تقنية وتعليمية وصحية وخدمية لسكان وزائري المشروع، وإنشاء منطقة ترفيهية تكون نقطة جذب لجميع شرائح المجتمع، ليس فقط للمنطقة وسكانها، بل أيضاً لسكان المملكة بشكل عام وزوارها تكاملاً مع ما تم إعلانه في رؤية المملكة 2030م، ويدعم مشروع الفيصلية الهدف الوطني المتمثل في توفير مجتمعات ذات مستوى عالمي عن طريق توفير (الاستقرار والمرونة، الرعاية الصحية، الثقافة والبيئة، التعليم، البنية التحتية).

وفي التميز التنموي، يعتمد المشروع على التنمية المرحلية لجميع مكوناته الاقتصادية، وذلك لضمان نجاح المشاريع قبل ضخ كثير من الأموال، ورفع مستوى المخاطر المالية للمشروع؛ حيث تضمن التنمية المرحلية تقييم ومراجعة خطط التطوير قبل التوسع في مجالات الاستثمار، ويعتبر مشروع الفيصلية مكملاً لخطط التنمية والتطوير الوطنية في مدينتي مكة المكرمة وجدة، وليس منافسا لهما لضمان تكامل عملية التنمية الإقليمية لمكة المكرمة.

وستتمكن التنمية المرحلية للمشروع من تبني الأفكار التنموية الجديدة، التي ستنشأ لاحقاً نتيجة التسارع التقني الذي نشهده اليوم، وإعادة توجيه مسار لتنمية البرامج الجديدة، حيث تم الاعتماد في التصميم على نظام مخصص لاستخدامات الأراضي، يتميز بالمرونة والقابلية للتعديل (بنية تحتية، مناطق خضراء، تجاري، صناعي، نقل، منطقة خاصة، زراعي، حكومي، تعليم، صحة، مناطق استعمالات متعددة)، فيما جرت مراعاة المحتوى البيئي والمناطق المحيطة في تخطيط وتصميم المشروع.

ويستهدف المشروع إنتاج 9.5 جيجاواط من مصادر الطاقة المتجددة، وذلك لتلبية الازدياد في الطلب المحلي على استهلاك الطاقة، والمتوقع أن يصل إلى 18 جيجاواط؛ أي ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030.

وسيتمكن المشروع من استقطاب نحو 10 ملايين زائر بما يوفره من خدمات سياحية متطورة ونوعية لزوار المنطقة بما في ذلك الحجاج والمعتمرون.

© الاقتصادية 2017