23 09 2017

2.5 مليار مستخدم للأجهزة عالميًا ومستخدمو الإنترنت يتجاوزون الـ3 مليارات

رأى مختصون ومحللون في القطاع الإعلاني أن الانتشار المتزايد للهواتف الذكية عالميًا لأكثر من 2.5 مليار مستخدم بحسب آخر الإحصائيات، دفع العديد من الشركات إلى اللجوء للتسويق الإلكتروني نتيجة لمجموعة من المتغيّرات الطويلة الأجل، كالتنوع المتزايد لوسائل الإعلام ووصول التكنولوجيات الجديدة والتي باتت الأكثر نجاعة في الوصول للمستهلكين بوسائل أكثر سهولة.

ويقول المدير الإقليمي لممثلية كلية كنجستون للدراسات العليا وإدارة الأعمال ومدرب التسويق الإلكتروني سيد فيصل شرف «إن التسويق الرقمي بات الآن المحرك الرئيسي في العالم وينقسم التسويق الإلكتروني ما بين التطبيقات والمنصات في وسائل التواصل الاجتماعي في الموبايل والمواقع الالكترونية على أجهزة الحاسوب».

ولفت شرف «بحسب آخر إحصائيات حول العالم في شهر يناير من العام 2017 بأن مستخدمي الأجهزة الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي الفعالة بلغت 2.549 مليار مستخدم وبلغ عدد مستخدمي الانترنت حول العالم 3.773 مليار مستخدم».

ويكمل سيد فيصل شرف قائلاً «إن أكثر منصات الاستخدام في الخليج العربي هي ثلاث منصات أنستقرام وفيس بوك وتويتر ولكن على صعيد التسويق فقد تصدر الفيس بوك مرتبطًا بالانستقرام قائمة التسويق الفعال، حيث يتيح لك تطبيق فيس بوك وانستقرام استخدام كل أساسيات واستراتيجيات التسويق الرئيسية الأكاديمية في مواقع التواصل الإجتماعي وعليه مسبقًا يجب على كل من يرغب في البدأ بالتسويق الالكتروني أن يكون ملما بأساسيات التسويق الرئيسية وهنا يجب الاشارة إلى ان التسويق التقليدي داعم كبير للتسويق الالكتروني والعكس بأن التسويق الالكتروني داعم رئيسي للتسويق التقليدي».

في حين يلفت أخصائي تطوير الأعمال والرائد في التدريب المهني خليل قاهري إلى أن وكالات الإعلان لا تقبل التعاون مع الشركات الصغيرة لأن العائد يكون قليلاً لديهم لنفترض أن وكالات الاعلان تقبل كل الشركات فتقوم الشركة باللجوء لها في حالة لا يوجد لديها فريق جاهز ومصادر كافية لتحديد الاعلان الذي يعكس الشركة للناس، وفي الحالة الثانية يوجد لدى الشركة فريق متخصص ولكن حجم الشركة أكبر بكثير من الفريق فأوكله بمهمة الإشراف على الإعلانات وأتواصل مع وكالة الإعلان لتمسك بزمام الأمور.

عوامل جذب المستهلك

وبالوقوف على عوامل وطرق التأثير على المستهلك يقول المدير العام لمطبعة فوتوشوب ميديا محمد ناصر «أقوم بتصميم جميع أنواع الإعلانات التجارية وواجهات المحلات بالإضافة لعمل وتصميم الهويات للشركات حديثة الإنشاء».

ويضيف محمد ناصر أن الفكرة الرئيسية للإعلان أولاً، جودة ودقة التصميم، حيث يظهر الاعلان بشكل متميز حيث إن الشركات تعتمد اعتمادًا كليًا على استقطاب الزبائن لذلك من العوامل المهمة لصاحب العمل هي تطوير الوظيفة الدعائية بشتى الأشكال.

ويواصل محمد ناصر حديثه قائلاً «عادة يكون الإعلان مبني على أسس وقيم محددة، حيث إن لكل فئة مستهدفة غرض معين من الاعلان، ربما يكون إعلانًا ترويجيًا لفترة محددة ولربما يكون إعلانًا شاملاً عن مضمون العمل فبالتالي يأتي دور المصمم، حيث يستوجب عليه استخراج أفكار حديثة لكل اعلان وهذا ما يتطلب جهدًا كبيرًا من المصمم، حيث إن بعض من أصحاب العمل لا يبذل جهده في استخراج أفكار للتصميم وهنا يأتي دور المصمم وإبداعه في الابتكار للهوية أو للإعلان الترويجي».

ويلفت المدرب والباحث في الباراسيكولوجي فاضل الجمري إلى عامل الألوان بقوله «إن تأثيرها جداً عميق حتى في السلع الغذائية ومثال على ذلك مطعم ماكدونالدز يستخدمون اللون الأحمر الذي يرفع من معدل ضربات دقات القلب ويرفع ضغط الدم ويشعرنا دائماً بالجوع فنتناول الوجبة دون وعي، وأيضاً اللون الأصفر يعطيني نشاط وطاقة وحيوية فقاموا باستغلال هذه النقاط باستخدام هذه الالوان لجعلنا نطلب طعام أكثر دون شغل حيز من الفراغ نفسه فالبعض يتساءل لماذا لانعرف هذه المعلومات؟ من الطبيعي لن يكشفوا لنا عنها لأنهم يتعاملون مع عقولنا بأنها واعية فإذا عرفناها سوف تتخزن في عقلنا الواعي وسنتجنب هذه المطاعم ولن يستفيدوا من هذه التقنيات والنظريات».

ويضيف فاضل الجمري أن اختيار ألوان السلعة والهوية التجارية للمنتج فبعض الأحيان الشخص يشتري سلعة لايستفيد منها فقط لمجرد أن لونها أعجبه وبعد ما يعود للمنزل يستوعب أن السلعة أساساً لم تجذبه فيكون تأثير لحظي من بداية وقوع عينه على المنتج ينجذب لها من طريقة تسليط الضوء عليها.

وتذكر المدربة في الارشاد النفسي والاسري الدكتورة ماجدة حسن أن جاذبية الألوان فقد تبين في العلم الطاقي الحديث أن كل لون يحمل طاقة معينة، وثلاثة أرباع ترويج السلعة في جاذبية الاعلان وغرابته ومحاكاته لرغبات ملحة للمستهلك، فبريق التصميم يبعث على انشراح النفس وبرمجة العقل اللاواعي طواعية للشراء بدون تفكير إن لم يمتلك الاتزان الانفعالي ويفتقد لإدارة عجلة الحياة بجميع مقاييسها.

وتضيف ماجدة حسن أن علم الأنماط يساعد المعلن كثيراً في فهم نفسيات المستهلكين من تحليليين وعمليين ووديين ومتعرجين انفعاليين ومبدعين، كل هذه الأنماط وتفرعاتها تسهم في معرفة المصمم للاعلانات أكثر من المستهلك نفسه، وبالتالي ممكن أن يضرب الوتر على المحك لأنه يعرف حاجة المستهلك الملحة بالضبط.

ويقول السيد فيصل شرف إن عوامل الجذب المستخدمة في الاعلانات للترويج للسلع هي من أهم السبل لتحقيق الربح وجذب المستهلك هي العامل النفسي والطرق المستخدمة قد تكون استفزازية لطبيعة البشر ورغباته مثلاً في بعض الاعلانات أو طريقة تقديم المنتج يتم ربط المنتج حين استخدامه في حالة الشعور المترتب على اقتناء هذا المنتج ولنأخذ منتج مزيل العرق من يقدمه نجم من نجوم السينما أو كرة القدم وحين استخدام منتج مغاير ستشعر بالخجل والتعرق اللا ارادي وحين تستعمل المنتج المشار اليه فأنك ستتحلى بالثقة والقوة وستحوز على قلب واعجاب من حولك وهذا جل اهتمام فئة الشباب وهي الفئة التي يسهل استفزازها لتقوم بأي عمل بغية اثبات الذات حسب سيكولوجية الانسان، وأيضا من العوامل المهمة هي العروض الترويجية.

ويواصل السيد فيصل، كما أن العلامة التجارية تؤدي دورًا مهمًا في عملية اختيار المستهلكين للمنتج وهي تعتبر وسيلة ربط بين المنتج والمستهلك وتحقق للمستهلك جملة من الوظائف وتلبي رغباته من خلال عملية الشراء كما تعطيه المكانة التي يحتلها في المجتمع أو ما يرغب في احتلالها على المستوى النفسي وعليه فإن العلامة التجارية لها دور كبير في تحديد مستوى المنتج عند اطلاق المنتج ولذلك ان تم التسويق واطلاق العلامة التجارية بالشكل الصحيح والمدروس سيبحث المستهلك عن العلامة التجارية والمنتجات التابعة لها ولذلك نجد أن الاعلانات التي تحتوي على علامة تجارية مشهورة وذات سمعة يكون لها صدى كبير وتفاعل من الجمهور المهتم بالشراء وغير المهتم.

© Al Ayam 2017