فضلًا عن تدمير 15 ألف دار في المدينة القديمة وسط الموصل

لا يمكن الحصول على أرقام نهائية ودقيقة عن حجم الخسائر المادية والبشرية جراء العمليات العسكرية التي خاضتها القوات العراقية ضد "داعش" منذ 2014، لكن وفقًا لإحصائيات رسمية فقد سقط ما بين 15 و20 ألف مدني بين قتيل وجريح خلال الأعوام الماضية، وتستأثر محافظة نينوى بـ 50% من عدد الضحايا، ولايزال هناك آلاف أخرى في عداد المفقودين في المحافظة.
 
وتشير التقديرات المحلية إلى تدمير 15 ألف دار في المدينة القديمة وسط الموصل، و100 ألف دار في محافظة الأنبار، و11 ألفًا في محافظة ديالي، يضاف إلى ذلك أضرار متفاوتة لحقت بعشرات الجسور والمستشفيات وأعداد غير معروفة عن المدارس في محافظات ديالي، صلاح الدين، وكركوك، وتصل تكاليف الإعمار، بحسب تقديرات أولية، لـ 60 مليار دولار في الأنبار والموصل وديالي.
 
وخلال الأعوام الأخيرة، اعتبر مجلس النواب العراقي مدن الرمادي، وجلولاء، وبيجي، والموصل، والحويجة، وتلعفر، مناطق منكوبة، إذ تتجاوز نسبة الدمار الـ80%، وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد قدر، قبل أسبوعين، كلفة العمليات العسكرية خلال ثلاثة أعوام بـ 100 مليار دولار، ومن جهته تحدث وزير التخطيط سلمان الجميلي، في تموز/يوليو الماضي، عن أن الأضرار التي لحقت بمؤسسات الدولة بين عامي 2004 و2016، بلغت 42 ترليون دينار عراقي.
 
ووفقًا لإحصائيات محلية، يقول حسن العلاف، نائب محافظ نينوى، "هناك 10 آلاف قتيل في المحافظة، و2400 شخص مبتور الأطراف"، في المقابل تشير أرقام بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي، التي تصدر شهريًا، إلى سقوط 5218 شخصًا بين قتيل وجريح في نينوى من شباط/فبراير 2015 إلى تشرين الأول/أكتوبر 2017"، بينما قدرت وزارة الصحة، خلال تقريرها السنوي لعام 2016، عدد القتلى والجرحى في المحافظة بـ889.
 
ويقول العلاف، "هناك 4 آلاف جثة أخرى يمكن اعتبارها في عداد المفقودين في نينوى"، مشيرًا إلى أن هذا العدد يعود لـ"جثث محتملة ما زالت تحت أنقاض المدينة القديمة"، ويتجلى تضارب الأرقام بشكل أكبر على ضوء الإحصائية التي تحدث عنها وزير المال السابق هوشيار زيباري، الذي لفت، خلال تصريح صحافي بعد تحرير الموصل، إلى مقتل 40 ألف شخص في المدينة.

من جهته، تحدث تقرير أصدره "المرصد العراقي لحقوق الإنسان"، خلال عمليات الموصل، عن مقتل 3864 شخصًا وتلقي 22579 آخرين العلاج في الساحل الأيمن، وخاضت القوات العراقية معارك طاحنة في محافظة نينوى استمرت لـ10 أشهر، ثلاثة أشهر منها دارت في مركز الموصل.
 
في المقابل، يقدر مسؤولو الموصل الأموال اللازمة لإعادة إعمار محافظتهم بنحو 30 مليار دولار، ويقول عبدالرحمن الوكاع، رئيس لجنة الإعمار في مجلس المحافظة، "هناك 12 ألف دار مهدم في المدينة القديمة فقط"، مشيرًا إلى أن "أضرار الساحل الأيمن بنسبة تفوق الـ95%"، وصوت مجلس النواب، في أيلول/سبتمبر الماضي، على اعتبار قضاءي الموصل وتلعفر مناطق منكوبة، فيما أعلن القائد العام للقوات المسلحة، في 10 تموز الماضي، تحرير مدينة الموصل بالكامل، كما أعلن في نهاية آب الماضي تحرير محافظة نينوى بالكامل من وجود "داعش".
 
ويشير الوكاع، إلى "وجود 72 جسرًا مدمرًا في المحافظة، بينها 6 رئيسيات، بالإضافة إلى 10 مستشفيات في الجانب الأيمن فقط"، وكان 90% من شوارع الساحل الأيسر قد دمرت بفعل المعارك وقذائف الهاون التي كان يستخدمها "داعش"، وألحق الدمار الذي لحق بالطرق أضرارًا كبيرة بشبكة المياه والاتصالات والكهرباء المدفونة تحت الأرض، في المقابل تحطم 60% من البنايات الحكومية في شرق الموصل، كما أُلحق دمار كبير بمستشفى السلام والخنساء بنسبة 70%، بينما خرجت كل المراكز الصحية عن الخدمة، وكانت المؤسسات الأمنية ومراكز الشرطة قد دمرت بنسبة 100%، بينما وصلت نسبة التدمير في الأبنية المدرسية إلى 30%.
 
ونوه "المرصد العراقي"، في التقرير ذاته، إلى انهيار أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية في الجانب الغربي للمدينة، وفي الأنبار، يتحدث مصطفى العرسان، نائب المحافظ، عن "تدمير 100 ألف دار في عموم المحافظة، 20 ألف منزل منها في مدينة الرمادي، و25 ألف منزل في الفلوجة"، لافتًا إلى أن "مستشفيات الرمادي، والفلوجة، والقائم، تضررت بنسبة 80%"، وكشف عن "تدمير 85 جسرًا بالمحافظة، بما يشكل نسبة 90% من جسور الأنبار".
 
وكان مجلس النواب قد اعتبر، في نيسان/أبريل 2016، الرمادي مدينة منكوبة، وكانت بعثة يونامي قد وصفت حجم الدمار في مركز محافظة الأنبار بأنه "مذهل وأسوأ من أي مكان آخر في العراق"، وبعد تحرير المدينة في شباط 2016، تحدثت عن تضرر 5700 مبنى، أما عن حجم الخسائر البشرية في الأنبار، فإن المحافظة لا تملك إحصائية دقيقة، واكتفى العرسان بالقول إن "الشهداء بالآلاف".

ووفقًا للأرقام، التي نشرتها يونامي، فهناك أكثر من 5 آلاف بين قتيل وجريح خلال العمليات العسكرية بالمحافظة، أما التقرير السنوي لوزارة الصحة لعام 2016، فسجل نسبة "صفر" لأعداد القتلى والجرحى، أما ديالي التي شهدت باكورة عمليات التحرير في 2015، يكشف رئيس مجلس المحافظة علي الدايني عن "تدمير 11 ألف دار بالمحافظة"، مؤكدًا "تضرر مدن خانقين، جلولاء، السعدية، وشمال المقدادية خلال عمليات التحرير من تنظيم داعش".
 
وفي تشرين الأول الماضي، صوت البرلمان على اعتبار ناحية جلولاء منطقة منكوبة، وأشار رئيس مجلس محافظة ديالى إلى "تضرر 3 مستشفيات وتحول عدد كبير من البساتين إلى ساحات كرة القدم بعد تعرضها لدمار كبير"، وقدّر حاجة ديالى إلى أكثر من "10 مليارات دولار لإعادة الإعمار"، ولايملك المسؤولون إحصائية عن الخسائر البشرية، لكن بحسب بعثة الأمم المتحدة فهناك 2301 بين قتيل وجريح في ديالي، وذكر تقرير وزارة الصحة مقتل 972 وجرح 541 في عام 2016، وكانت عمليات عسكرية قد نفذت الشهر الماضي في شمال المقدادية.
 
وعلى الصعيد ذاته، بدأ أهالي تكريت، منذ لحظة تحريرها في آذار/مارس 2015، إعادة إعمار المنازل من أموالهم الخاصة، بعدما يئسوا من حصولهم على التعويضات الحكومية، وصرح فيصل الجبوري، نائب رئيس مجلس صلاح الدين، أن "التخصيصات الحكومية لإعادة الإعمار قليلة جدًا"، وأشار إلى "تضرر مناطق عزيز بلد، العوجة، وبيجي بشكل كبير أثناء عمليات التحرير".
 
وصوت مجلس النواب، في تموز 2016، على اعتبار قضاء بيجي منطقة منكوبة، وأكد المسؤول الجبوري تعرض قضاء بيجي إلى دمار كبير بالمنازل والمدارس والمستشفيات، وبعد تحرير مدينة تكريت، تحدث رئيس الوزراء عن "67 منزلًا و85 محلًا أحرقت من قبل مخربين"، ونوهت إحصائية يونامي إلى مقتل وجرح 1436 في صلاح الدين بين 2015 و2017، وكان قضاء الشرقاط آخر مدن المحافظة التي تم تحريرها من داعش في أيلول الماضي، وذكر التقرير السنوي لوزارة الصحة مقتل 6859 مقابل جرح 1915 مدنيًا في صلاح الدين.
 
في المقابل، سجلت كركوك أقل نسبة بعدد الضحايا والأضرار نظرًا لوقوعها في نهاية خارطة العمليات العسكرية حيث كان تنظيم داعش في أضعف حالاته، ورغم ذلك، يقول عضو مجلس محافظة كركوك نجاة حسين، إن "أغلب مناطق الحويجة أصبحت أطلالًا بسبب الدمار الكبير الذي لحق بها"، وسجلت وزارة الصحة مقتل 1513 وجرح 523 في كركوك خلال عام 2016، حيث كانت قرية البيشر التابعة للمحافظة قد تحررت في نيسان 2016.

© العرب اليوم 2017