18 09 2017

حــوار / القائمة بأعمال سفارة المملكة المتحدة رحّبت بدور الكويت لاستضافة مؤتمر إعادة بناء المناطق المحررة بالعراق

أكدت القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى الكويت جاكي بيركنز أن بلادها تساند الجهود التي يقوم بها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة الخليجية مئة في المئة، لافتة إلى أنهم على أتم الاستعداد بأي شكل من الأشكال للمساعدة في حل هذه الأزمة.

ونفت بيركنز في حوار مع «الراي» أن يكون المؤتمر في شأن تداعيات الأزمة الخليجية والذي سيعقد في لندن هذا الشهر رسميا، مؤكدة أنه لا تمثيل للحكومة البريطانية فيه، موضحة أن زيارة وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون للكويت ومحادثاته مع سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد والتي تعزز سبل التعاون العسكري بين البلدين ستتم مناقشتها خلال الاجتماع المقبل للجنة التوجيه المشترك أوائل ديسمبر، مشددة على أن مناقشات مستفيضة جرت حول اتفاقية مقبلة للتعاون الدفاعي بين البلدين ستضع كل العلاقات الدفاعية تحت مظلة واحدة.

وبخصوص اتفاقية تبادل المجرمين التي تم توقيعها من قبل وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني توبايس ألوود عندما حضر للكويت في ديسمبر الماضي أشارت إلى أنهم بانتظار تصديق البرلمان البريطاني عليها في الخريف المقبل، كاشفة عن أن السفير البريطاني الجديد مايكل دافنبورت سيصل إلى الكويت في 21 سبتمبر الجاري وهو قادم من صربيا حيث كان يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي رئيس وفد الاتحاد الأوروبي هناك، لافتة إلى أن العرض الاستعراضي لسلاح الجو الملكي البريطاني الملقب بالأسهم الحمراء سيكون عصر يوم الخميس الموافق 28 سبتمبر الجاري في شارع الخليج بجانب أبراج الكويت.

وفيما أعلنت أن السفارة البريطانية في الكويت وافقت على 99 في المئة من طلبات التأشيرات التي قدمها الكويتيون، أهابت بالطلبة الكويتيين الراغبين في الدراسة أن يتقدموا للحصول على التأشيرة مبكراً تجنباً لأوقات الذروة، مرحبة بالتحسينات الأمنية التي قامت بها السلطات الكويتية في مطار الكويت متمنية أن تستمر، متطرقة إلى العديد من القضايا المحلية والإقليمية في سياق الحوار التالي:

• كيف تصفين العلاقات بين بريطانيا والكويت؟

- العلاقات بين البلدين وثيقة وتمتد إلى ما قبل فترة استقلال الكويت، وهي قوية على المستويين الحكومي والشعبي، كما ان هناك الكثير من الكويتيين يزورون المملكة سنوياً لغايات عدة منها العلاج والدراسة والسياحة، ومنهم المستثمرون وأصحاب العقارات، ونحن فخورون بقوة علاقاتنا مع الكويت ونتمنى أن تستمر وتتطور بشكل أكبر.

• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

- بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين نحو 1.5 مليار جنيه استرليني في العام 2016، ونحن نعمل على الوصول لملياري جنيه خلال السنوات الخمس المقبلة، كما إن بريطانيا تحتل المرتبة العاشرة عالمياً كأكبر دولة مصدرة للكويت، والثالثة على مستوى دول الاتحاد الأوروبي بعد ألمانيا وإيطاليا، مما يجعل حصة بريطانيا نحو 5 في المئة من السوق الكويتي على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث نصدر للكويت المركبات والآلات والمعدات الميكانيكية والكهربائية ومنتجات الأدوية والمواد الغذائية والمشروبات.

• ماذا عن عرض الأسهم الحمراء المقبل في الكويت؟

- هو عرض استعراضي لسلاح الجو الملكي البريطاني يلقب بالأسهم الحمراء وسينطلق يوم الخميس الموافق 28 سبتمبر الجاري في تمام الساعة الرابعة عصراً في شارع الخليج بجانب أبراج الكويت، ونتمنى من الجميع الحضور للاستمتاع بهذا العرض البهلواني، واستعراض الاسهم الحمراء في الكويت يأتي هذه المرة ضمن جولة خليجية وآسيوية، بعد أن أقيم العام الماضي شهر نوفمبر وقد لاقى ترحيباً كبيراً من قبل الكويتيين بهذا العرض الجميل، وزيارة فريق الاستعراض جزء من العلاقات بين القوات المسلحة في البلدين، كما أن طائرات الأسهم الحمراء هي المستخدمة لتدريب طياري اليوروفايتر تايفون والتي اشترتها الكويت من الدول الأربعة المصنعة لها، وأذكر أن العرض في نوفمبر الماضي قد أدى لازدحام مروري كبير في شارع الخليج حيث توقفت المركبات وسط الشارع لمشاهدة الاستعراض، ولذلك أتمنى ألا نسبب ضيقاً لدوريات المرور في هذا العرض أيضاً.

• هل من جديد بالنسبة للتأشيرات البريطانية؟

- أصدرت السفارة خلال العام الماضي نحو 18 ألف تأشيرة للمواطنين الكويتيين معظمها للسياحة أو للعمل أو لزيارة الأصدقاء، وهذا الرقم يشمل من تقدم لطلب التأشيرة وليس من حصل عليها إلكترونياً، والذين تعدى عددهم الـ100 ألف، وقد تمت الموافقة على 99 في المئة من طلبات التأشيرات التي قدمها الكويتيون، حيث عادة ما تتم معالجة التأشيرة العادية للكويتيين خلال ثلاثة أيام عمل في الفترة الاعتيادية والتي تصل إلى 15 يوماً من أيام العمل، حيث يقدمون خدمة البريميوم للكويتيين الراغبين في الحصول على خدمة مميزة ومرنة، وخدمة الأولوية للكويتيين الراغبين في تسريع عملية معالجة طلب التأشيرة إضافة لخدمة التأشيرات المتعددة الدخول والصالحة لمدة سنتين أو 5 سنوات أو 10، أما بالنسبة للتأشيرة الإلكترونية فإن نظام الاعفاء من التأشيرة البريطانية للكويتيين الراغبين في السياحة يسمح لمستخدميه بإدخال بيانتهم عبر الانترنت قبل 48 ساعة من سفرهم للمملكة المتحدة.

وبالنسبة للطلبة الكويتيين فهناك الكثير منهم قد تقدموا حالياً للحصول على تأشيرة الدراسة حيث إن معالجة طلباتهم تستغرق وقتاً أكثر من المعتاد كون موسم الدراسة قد اقترب، وهناك ازدحام ولكننا نعمل بقصارى جهدنا للانتهاء من إصدار التأشيرات مع إعطاء الأولوية للطلبة الذين ستبدأ دراستهم قبل غيرهم، ولكن في حال كانت أوراق مقدم الطلب مكتملة فإن إصدارها لا يستغرق أكثر من 14 يوم عمل في العادة، وهناك نظام البايوريتي في التقديم وهو يعط أولوية للطلب والذي قد يستغرق 7 أيام عمل فقط، وأنصح الطلبة الكويتيين الراغبين بالدراسة في الجامعات البريطانية أن يتقدموا بطلب التأشيرة مبكراً والتأكد من اكتمال أوراقهم تجنباً لأوقات الذروة والتأخير.

• ما هو الموقف البريطاني تجاه الأزمة الخليجية؟

- بريطانيا تحرص على أن يحل الخلاف بين أصدقائها في الخليج بأسرع وقت ممكن بالطرق الديبلوماسية، وبريطانيا تساند الجهود التي يقوم بها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل هذه الأزمة مئة في المئة، ونحن نعلم أن لقاء سموه الرئيس الأميركي في الأسبوع الماضي خطوة جيدة نتمنى أن ينتج عنها أمور إيجابية تساعد على حل هذه الأزمة، وبريطانيا على أتم الاستعداد بأي شكل من الأشكال للمساعدة، ولكنها الآن تقف خلف جهود المبادرة الكويتية.

• ماذا عن المؤتمر في شأن تداعيات الأزمة الخليجية والذي عقد في بريطانيا هذا الشهر؟

- إن هذا المؤتمر ليس رسمياً ولا تمثيل للحكومة البريطانية فيه.

• وماذا عن ملف الإرهاب؟

- بريطانيا تلعب دوراً كبيراً في التحالف ضد تنظيم «داعش» وقد عملت بجد من أجل ذلك، حيث إن نشاطات هذا التنظيم الإرهابي غير مقبولة، وبعد تحرير الموصل وتقلص مساحة نفوذه هناك تخوف من حدوث المزيد من الهجمات على مناطق أخرى ونحن نعمل على منع ذلك ولكن المهمة صعبة، ونحن نرحب بالدور الذي تقوم فيه الكويت باستضافة مؤتمر لإعادة بناء المناطق المحررة في العراق والقضية السورية.

وأحب أن أؤكد أن موقفنا مما يحدث في سورية لم يتغير وهو ضرورة أن يكون هناك حل سياسي لهذه الأزمة، ولكن الرئيس بشار الأسد قد ارتكب الكثير من الجرائم ضد شعبه، ولا يمكن أن يكون له دور طويل المدى في حكم سورية.

• ما هو دوركم في ما يحدث ضد أقلية الروهينغا المسلمة في بورما؟

- ما يحدث في بورما صعب جداً ويجب أن يتوقف ونحن ندعو رئيسة الوزراء البورمية لحل هذه المشكلة ضد الأقليات المسلمة.

• متى سيعقد اجتماع لجنة التوجيه المشترك بين البلدين؟

- كان آخر اجتماع لهذه اللجنة في مايو الماضي في العاصمة البريطانية ونأمل أن يكون الاجتماع المقبل في الكويت في أوائل ديسمبر، ونحن على تواصل مع وزارة الخارجية الكويتية لتحديد التواريخ بدقة، وسيتم خلال الاجتماع متابعة ما تم الاتفاق عليه في اجتماع مايو، وكما تعلمون فإن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون زار الكويت وأجرى محادثات مع سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ووزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، تناولت سبل التعاون العسكري بين البلدين وفحوى هذه المحادثات ستتم مناقشتها خلال الاجتماع المقبل للجنة أوائل ديسمبر، ولم يتم توقيع أي اتفاقيات عسكرية خلال هذه الزيارة، ولكن كانت هناك مناقشات مستفيضة عن اتفاقية مقبلة للتعاون الدفاعي ستضع كل العلاقات الدفاعية بين البلدين تحت مظلة واحدة.

• كيف رأيتم التطورات الأخيرة في مطار الكويت؟

- نحن رحبنا بالتحسينات الأمنية التي قامت بها السلطات الكويتية في مطار الكويت ونهنئهم على ذلك ونتمنى أن تستمر.

• متى سيصل السفير البريطاني الجديد للكويت؟

- السفير مايكل دافنبورت سيصل الكويت في 21 سبتمبر الجاري، وهو قادم من صربيا حيث كان يشغل منصب سفير الاتحاد الأوروبي ورئيس وفد الاتحاد الأوروبي هناك، وكان قبلها سفيراً لدى بلغراد، وقبلها مديراً لإدارة شؤون روسيا وجنوب القوقاز وآسيا الوسطى بوزارة الخارجية البريطانية، كما كان نائباً لرئيس البعثة البريطانية بالقاهرة.

• هل من جديد في شأن اتفاقية تبادل المجرمين بين البلدين؟ وهل تسلمتم أسماء معينة من الكويت؟

- اتفاقية تبادل المجرمين تم توقيعها من قبل وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط البريطاني توبايس ألوود عندما حضر للكويت في ديسمبر الماضي وهي بانتظار تصديق البرلمان البريطاني عليها في الخريف المقبل، ولذلك لا يمكن طرح أسماء ضمن هذه الاتفاقية حتى الآن كونها لم تتم المصادقة عليها بعد، لكن هناك ترتيبات منفصلة تجري بين البلدين خارج إطار الاتفاقية ولا نستطيع التعليق عليها كونها تتم عن طريق المحاكم البريطانية.

بيركنز... كويتية

- قالت بيركنز باللغة العربية وهي تبتسم «أنا كويتية»... قضيت في الكويت 4 سنوات، وانا معجبة كثيراً بطريقة ترحيب الكويتيين وحرارة استقبالهم للضيوف سواء للديوانيات أو للمنازل أو لمخيماتهم في موسم التخييم بطريقة مميزة جداً لم أشهدها من قبل، على الرغم من أن الكويت هي محطتي الثالثة خليجياً بعد ان عملت في البحرين والإمارات وستنتهي مهام عملي في الكويت في الربيع المقبل، ولا أعلم وجهتي المقبلة فربما أكون نائبة سفير في حال سأخدم في دولة بها سفارة بريطانية كبيرة أو سفيرة في حال كانت صغيرة.

زيارات بريطانية مرتقبة

توقعت القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى الكويت جاكي بيركنز أن تكون هناك زيارة لوزير النقل البريطاني كريس غرايلينغ للكويت أواخر سبتمبر الجاري، وأيضا زيارة للبارونة موريس مبعوثة رئيسة الوزراء البريطانية للتجارة لدول الكويت والأردن وفلسطين والتي ستعود مرة أخرى للكويت في ديسمبر المقبل خلال اجتماعات لجنة التوجيه المشتركة البريطانية الكويتية.

شركات النفط العاملة في الكويت

أوضحت بيركنز أن الشركات البريطانية التي تعمل في مجال النفط والغاز في الكويت هي شل وبريتش بتروليوم وبيتروفاك واميك فوستر ويلر كما توجد شركات استشارية بريطانية تعمل مع هيئة مشروعات الشراكة إضافة إلى الشركات التي تعمل في القطاع المالي مثل كي بي م جي و برايس ووترهاوس كوبرز.

© Al- Rai 2017