28 06 2017

خلال آخر 10 سنوات شهد القطاع النفطي 3 أزمات كانت مادة نقاش قوية على مختلف الأصعدة، لا سيما وانه ترتب عليها خسارة الكويت مليارات الدنانير وعشرات القيادات والخبرات النفطية.

استذكار الماضي هنا ليس لمطاردته بل لاستخلاص العبر والاستفادة منها مستقبلاً في قطاع تمثل عوائده غالبية دخل الدولة، في وقت تتزايد فيه الضغوطات على الميزانية العامة وسط استمرار تراجع أسعار النفط، وأمام ذلك يبرز السؤال ماذا استفادت الكويت من أخطاء الماضي وهل باتت قادرة على تفادي تكرارها مستقبلاً؟

ومن باب التذكير يتعين الإشارة إلى أن الأزمات الثلاث هي «المصفاة الرابعة» و«كى داو» و«شل»، وانتهت جميعاً إلى صحة القرار النفطي وقتها وبراءة جميع من اثيرت اسمائهم في القضاء، أما الخاسر فكان اقتصاد الكويت الذي تمت معاقبته بالغرامات، وتعطل الإنتاج وارتفاع الكلفة التنفيذية.

أما الملف الآخر والذي يتعلق بمشروع المصفاة الرابعة التي بدأت بنحو مليار دينار، وتعطلت لأسباب سياسية وفنية وتدخلات، تم تنفيذها في النهاية بكلفة تقارب 5 أضعاف كلفتها في البداية لتصل إلى 4.8 مليار دينار.

أما صفقة «كى داو» فحدّث ولا حرج، إذ يبين المتابعون أنها كانت مدخرة لمثل هذه الأيام، حيث تدني أسعار النفط، معتبرين أنه لو تمت صفقة «الداو» لكان للكويت الآن دخل آخر من صناعات نفطية حول العالم، بدلاً من الاعتماد على بيع النفط فقط والذي يواجه تهديدات قوية حالياً مع تدني الاسعار ومنافسة النفط الصخري، حتى أن البعض يجدها مبالغة القول أنه لو تمت صفقة «كي داو» مع شركة «داو كيميكال» الأميركية العالمية، للشراكة في مصانعها حول العالم، لكانت الكويت ستتسيد اليوم صناعة البتروكيماويات في المنطقة والعالم.

يقول قيادي سابق عما أثير من أزمات، إنها لم تكن إلا محاولات لإفشال نجاحات تحققت بالفعل، وحققت عوائد كبيرة للكويت، مبيناً أن صيغة العقود التي ابتكرتها الشركة حينها، وباتت شركات عالمية في تداولها الآن.

© Al- Rai 2017