27 03 2017

استراتيجية تعزيز كفاءة الطاقة أبرز أوجه الشراكة

تطبق شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بالتعاون مع "داو للكيماويات" استراتيجية جديدة تستهدف تعزيز كفاءة الطاقة لدى الأولى بنسبة 10% وتخفيض الاستهلاك من الغاز بواقع 156 مليون قدم مكعبة يومياً بما يؤدي إلى تحقيق وفر بقيمة مليار دولار بحلول عام 2020.

صرح بذلك لـ«البيان الاقتصادي» أمس أدريانو جنتيلوتشي المدير التجاري لشركة داو للنفط والغاز والتعدين في الهند والشرق الأوسط وأفريقيا (داو للكيماويات) على هامش أعمال معرض ومؤتمر التقنية المتقدمة لإنتاج النفط والغاز الذي بدأ أعماله أمس في فندق الشاطئ روتانا في أبوظبي ويستمر أربعة أيام.

وأوضح جنتيلوتشي أن شركة داو للكيماويات التي تعد واحدة من أكبر وأقدم شركات معالجة الغاز في المنطقة تعمل حاليا بالتعاون مع شركة أدنوك لتطوير حلول لتحقيق إستراتيجية كفاءة الطاقة خاصة الغاز لدى أدنوك، مشيرا إلى أن شركة داو للكيماويات تتعاون مع شركة أدنوك في تطوير 5 مشاريع كبرى للغاز تشمل توسعة مشروع غاز شاه الذي تديره شركة الحصن ومشروع الظبية ومشروع الحيل وغشة ومشروع معمل التكرير في مصفاة الرويس.

وأشار إلى أن أبوظبي تستثمر بقوة في تطوير حقول غاز جديدة من المتوقع أن تبدأ الانتاج خلال الأعوام القليلة المقبلة، موضحا أن هذه الحقول تحتوي على كميات كبيرة من الغاز الحامضي، تعد من أكبر الكميات على مستوى العالم، ما يعني احتواء إنتاجها على كميات كبيرة من الكبريت التي يجب فصلها عن الغاز قبل ضخه إلى الأسواق.

ولفت إلى أنه نتيجة لارتفاع محتويات الكبريت في الغاز الطبيعي المنتَج في المنطقة أخذت أبوظبي تتحول بسرعة إلى أحد أكبر منتجي الكبريت في العالم، خاصة وأن إنتاج مشروع الغاز الحمضي في حقل شاه الذي تديره شركة الحصن يزداد باستمرار ويعد من أبرز المشاريع الواعدة في المنطقة، وتنجم أهمية هذا التطور عن ارتفاع الطلب العالمي على الكبريت نظراً لاستخدامه في إنتاج الأسمدة الزراعية الفوسفاتية.

المحتوى الكبريتي

وتوقع جنتيلوتشي استمرار ارتفاع المحتوى الكبريتي للغاز الطبيعي المستخرج من المنطقة، وذلك بالتزامن مع تشديد القيود البيئية على استخدام هذا النوع من الغاز من دون تنقيته بالشكل المطلوب.

وأشار إلى أن التطورات التقنية التي طرأت مؤخراً على تقنيات معالجة الغاز جعلت حقول الغاز مرتفع المحتوى الكبريتي أكثر أماناً وجدوى اقتصادية لعمليات استخراجه.

وذكر أن "داو" تتمتع بخبرات عريقة في عمليات معالجة وفصل الغاز، منوها بأن الشركة تمتلك مذيبات وتقنيات متخصصة تستخدم في معالجة أغلب كميات الغاز الطبيعي المُسال المُنتَج في المنطقة، كما شيدت أكثر من 50 مشروعاً لمعالجة الغاز في المنطقة وخاصة الإمارات والكويت وقطر وسلطنة عُمان والسعودية، ولديها أكثر من 1000 مشروع في العالم.

وحول أهم التحديات التي تواجه عمليات معالجة الغاز الحمضي، أوضح أدريانو أنها تتمثل في زيادة كبيرة في تركيز شوارد الكبريت في الغاز الطبيعي والغاز المصاحب المُنتَج في معامل التكرير في المنطقة، بشكل يتزامن مع تنامي جهود تحسين جودة الهواء عبر تخفيض انبعاثات ثاني أوكسيد الكبريت.

ترقية المصانع

وقال«يُبرِز ارتفاع نسبة شوارد الكبريت في لقائم الغاز، الحاجة إلى ترقية المصانع القائمة لمعالجة الغاز وتصميم مصانع جديدة قادرة على تنقية الغاز من المستويات الأعلى من كبريتيد الهيدروجين (H2S) بالتزامن مع تعظيم جودة المُخرجات وتوفير الجدوى الاقتصادية لهذه العمليات، إضافة إلى ذلك، نحن نشهد اهتماماً متنامياً بتوليد محتويات كبريتية أعلى تركيزاً من مصانع إثراء الغاز الحمضي، وتزيد هذه العوامل مجتمعة من تعقيد وتكلفة تنقية الغاز من محتواه الكبريتي».

ونوه بأن شركة داو للكيماويات تطور أداءها لتتماشى مع التوجهات الجديدة في المنطقة والتي تركز على تشديد أنظمة مكافحة الانبعاثات وضمان مواكبتها للمعايير الدولية في هذا المجال.

معايير

قال أدريانو جنتيلوتشي:«لم تعد تنقية الغاز الطبيعي من كبريتيد الهيدروجين كافية لمواكبة معايير الأنظمة التي باتت تتطلب تنقيته من سائر أنواع الملوثات، وبلا شك فإن عملية إزالة هذه الملوثات تحتاج إلى تقنيات أكثر تخصصية.

وتستطيع مذيبات داو الهجينة التي هي عبارة عن مزيج من المواد الكيماوية والمادية، تنقية الغاز الطبيعي من الشوارد الكبريتية العضوية بالتزامن مع التوافق مع المواصفات الصارمة للزبائن الخاصة بإزالة تلك الشوارد من الغاز الحمضي، ويمكن اعتماد هذه التقنية في مصانع معالجة الغاز الطبيعي ومعامل التكرير، إضافة إلى سائر صناعات النفط والغاز».

© البيان 2017