19 10 2017

عندما يغيب العقل في حسم الأمور وتتحول الخصومة إلى جدال حادٍّ، هنا يمكن توقُّع أي نتيجة لا تحمد عقباها إلى حد إزهاق نفس لا ذنب لها إلا أنها طالبت بحقها في وجه إصرار على موقف متعنّت..

100 درهم كانت كافية لإنهاء حياة آسيوي طالب بحقه المسلوب وفق ما جاء في حيثيات القضية منظورة في عجمان، وذلك أمام إصرار الجاني على أن المبلغ لا يستحقه بحكم معادلة البيع والشراء التي آلت إلى نهاية مأساوية جرّت المجني عليه إلى حتفه، وجرجرت الجاني إلى المحاكم.

نهاية مأساوية

هذه القصة شهدت تفاصيلها منطقة الجرف، حيث توفي شاب آسيوي في مشهد أليم وسط مرور عدد من الناس ومشاهدتهم لتفاصيل تلك الحادثة المؤسفة.

 ونقل الاسيوي الى مستشفى الشيخ خليفة وبعدها بلحظات فاضت روحه الى بارئها، ووقع الحادث نتيجة لتعلق المجني عليه بمركبة آسيوي آخر يعمل مندوبا في إحدى الشركات مطالبا بدفع مبلغ مئة درهم له إلا أنه لم يستجب له وتحرك بمركبته دون توقف مع إصرار المجني عليه وتمسكه بالمركبة الى أن سقط وارتطم رأسه بالأسفلت وسالت دماؤه على الطريق العام .

ولم يتوقف الجاني بل أسرع بقيادة المركبة بعد أن دهس المجني عليه وهرب مسرعا وسط دهشة المارة في المنطقة، وأفاد التقرير الطبي لحالة الوفاة بان المجني عليه أصيب بكسر في الجمجمة وكسور في الاضلاع الصدرية مع تجمع دموي في الصدر ثم ازهقت روحه.

تفاصيل

تعود تفاصيل الحكاية وفق ما ورد في تحقيقات النيابة العامة الى أن المجني عليه ( س، ن) آسيوي الجنسية اتصل بالمتهم ( ع ،ج ) آسيوي الجنسية ويعمل مندوبا بإحدى الشركات المتخصصة ببيع السلع والاجهزة الالكترونية عن طريق شبكة الانترنت.

حيث طلب المجني عليه مقابلته بمنطقة الجرف خلف السوق الصيني في عجمان عند الساعة الرابعة والنصف عصرا وتوجه الجاني الى المكان المتفق عليه للقائه، حيث وجد المجني عليه ينتظره ومعه شخص آخر.

وقال له المجني عليه خذ الهاتف وارجعه الى الشركة أنا لا أرغب في امتلاكه وارجع لي مبلغ 300 درهم التي دفعتها قيمة للهاتف، ورد الجاني بان الشركة قررت ارجاع مبلغ 200 درهم فقط له فقام بإخراج المبلغ وهو جالس داخل مركبته بينما كان المجني عليه واقفا في الخارج ويتحدث معه ودار بينهما نقاش حاد وتعالت اصواتهما مما ادى الى وقوف المارة ومشاهدة النقاش وماذا يسفر.

وتصاعد الموقف حيث قام المجني عليه بسب الجاني ومسكه من قميصه بقوة ثم قام الجاني بدفعه بيديه وتحرك بالسيارة بسرعة ومازال المجني عليه ممسكا بقميصه وقام الجاني بتحريك مركبته مسافة 30 مترا وبعدها سقط المجني عليه على شارع الاسفلت مضجرا بالدماء فدهسه على رجله بالاطار الخلفي مما ادى الى سقوطه على ظهره وهرب الجاني الى مقر الشركة التي يعمل فيها مندوبا وأبلغهم بالأمر.

وعند الساعة التاسعة مساء تم ضبطه من قبل رجال التحريات والمباحث الجنائية بشرطة عجمان، وذكر الشاهد الاول في القضية بتحقيقات النيابة العامة والذي شهد بانه كان واقفا قرب السوق الصيني بمنطقة الجرف مع مجموعة من سائقي مركبات الاجرة شاهد المجني عليه يضع يديه داخل سيارة المتهم وبعدها تحركت المركبة ثم سقط المجني عليه على ظهره.

قتل

وجاء في حيثيات المحكمة ان مسؤولية الجاني والمجني عليه مشتركة وتقدر الخطأ الذي يتحمله المتهم بنسبة 90% والنسبة الباقية يتحملها المجني عليه . وقضت المحكمة بحبس المتهم 6 أشهر وتغريمه مبلغ 20 الف درهم ودفع 180 الف درهم دية لورثة المتوفي والزام المتهم بـ 50 الف درهم رسوم الدعوى وإعلامه بأن عليه كفارة القتل الخطأ وهي صيام شهرين متتابعين.

© البيان 2017