23 05 2017

بات المهتمون والمتابعين والمعنيون بقطاع الاعلام والتواصل الرقمي غير قادرين على استيعاب ومواكبة جميع الابتكارات والتقنيات الحديثة التي تدخل الأسواق يومياً، لما تشهده الأسواق من تطور وتسارع في الأحداث يومياً، حيث تظهر الكثير من النتائج الاجتماعية بأن عدد كبير من الأفراد لا يهتمون بهذه التغيرات والتحسينات الخاصة بأدوات التواصل.

وطبقا لمسح أجرته منصة الاعلام الرقمية (اومنيس ميديا.كوم)،أصبح الاعلام الرقمي يتخذ طرق متعددة لاثبات نفسه وتحقيق النجاحات في جميع الظروف سواء الركود أو الانتعاش الاقتصادي، على العكس من الاعلام التقليدي الذي غالباً ما يخضع لمعايير تقليص النفقات التشغيلية في ظروف التراجع الاقتصادية، حيث تلجأ الشركات الى خفض ميزانياتها التسويقية والاعلانية والبحث عن آليات أخرى أقل كلفة في أوقات التباطؤ الاقتصادي واشتداد المنافسة. ويعتبر عامان 2016 و2017 من الأعوام الجيدة للاعلام الرقمي، لما لهما من تأثير كبير عليه، حيث أظهرا أنه يتمتع بسهولة الاتصال وتعدد الوسائل وقلة الكلفة والوصول الى أكبر شريحة مستهدفة من المستهلكين أو المتابعين للأحداث والتطورات والأخبار التي تصدر عن القطاع العام والخاص.

وتعكس البيانات المتداولة بحسب منصة الاعلام الرقمية اومنيس ميديا كوم ان قطاع الاعلان الالكتروني سيسجل نسب نمو ستتجاوز 20 في المئة خلال العام الحالي، فيما يتوقعان ان ينمو الانفاق بنسبة 25 في المئة خلال الاعوام القليلة القادمة، يأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فيه ان ينمو الانفاق العالمي على الاعلانات الالكترونية بنسبة 12 في المئة بحلول العام 2020، علما بأن سوق الاعلان الالكتروني قد استحوذ على ما نسبته 27 في المئة من الانفاق العالمي، وفي الاطار فان أعداد مستخدمي الانترنت في العالم العربي تسجل نمو استثنائيا ليصل عدد المستخدمين الى ما يقارب 200 مليون مستخدم حتى نهاية العام الحالي، كما يتوقعان ان يرتفع سوق الاعلان الرقمي في المنطقة الى 12.4 مليار دولار بحلول العام 2018، وهو ما سينعكس ايجابا على سوق الاعلام والاعلان الرقمي في المنطقة كون الاعلان الرقمي بات الوسيلة الاكثر فاعلية وتأثير على الفئات المستهدفة.
 
وصار الاعلام الرقمي ضرورة ملحة للشركات لاثبات وجودها وايصال رسالتها الاعلامية والاعلانية لأكبر شريحة وعدد ممكن من الجمهور المتواجد على منصات التواصل الاجتماعي، بالاضافة الى سعيها لتسويق منتجاتها أمام العملاء الحاليين والمحتملين وزيادة مبيعاتها، ونشر العلامات التجارية الخاصة بها، ما يدل على توجه العديد من الشركات التي ترغب بالنمو والاستمرار الى الاستثمار في التكنولوجيا الرقمية بشكل خاص. وعلى الصعيد الاقتصادي فان الاعلام الرقمي سيصبح المحرك الرئيس للاقتصاد العالمي، كونه بات النواة الاساسية للاقتصاد الجديد، الذي يبنى عليه الكم الهائل من المعلومات التي تزخر بها شبكة الانترنت، لذلك صار على أصحاب العلاقة في هذا المجال البحث عن الوسائل والأدوات التي تساعد على تسهيل الأعمال بشكل عام لتستطيع المنافسة في الأسواق العالمية، حيث ان التأثيرات الاجمالية للمنصات الاعلامية المتخصصة من شأنها ان تخلق القيمة المضافة للشركات والأفراد على حد سواء.

وألمحت منصة اومنيس الاعلامية الى ان الخطط الاعلامية والتسويقية سيكون مصيرها الفشل اذا لم تعتمد على مؤشرات وبيانات شاملة ذات علاقة في المجال المستهدف، وتعكس البيانات المتداولة حجم الفرص المتوفرة، حيث تشير المؤشرات الى تنامي التجارة الالكترونية لتصل الى 59 مليارا دولار في العام الحالي لدى دول المنطقة وبنسبة ارتفاع تجاوزت 30 في المئة عن المستوى المسجل خلال الاعوام السابقة، وارتفاع عدد مستخدمي الانترنت حول العالم ليصل الى 3 مليارات مستخدم، وان حوالي 2.1 مليار مستخدم لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي وان 1.7 مليار يملكون حساب نشط على وسائل الاعلام الاجتماعية، في حين باتت شبكة لينكدين تضم أكثر من 450 مليون ملف تعريفي للمستخدمين، جميعها مؤشرات تقودنا الى الاعتقاد بأن مستقبل الاعمال بات مرتبطا بالقدرة على التفاعل مع الاعلام الرقمي بشكل وثيق.

© Annahar 2017