(كاتب هذه المقال من كتاب المقالات في رويترز بريكنج فيوز والآراء الواردة في هذا المقال هي آراؤه الشخصية)

من آندي كريتشلو

لندن 11 فبراير شباط (رويترز بريكنج فيوز) - أطلق أكثر المسؤولين نفوذا في مجال النفط في موسكو إشارة قوية مفادها أن الكرملين ربما يكون جادا في إبرام صفقة كبرى مع أوبك.

فقد أشار ايجور سيتشن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت في العاشر من فبراير شباط إلى أن تخفيضات بسيطة لا تتجاوز مليون برميل يوميا من جانب كبار منتجي النفط ستكفي لرفع أسعار النفط.

وبالنسبة لأعضاء أوبك المتعثرين مثل فنزويلا ونيجيريا قد يأتي الاتفاق بين القوى النفطية الكبرى في العالم في أحلك اللحظات.

فقد انخفض مزيج برنت بنحو 20 في المئة هذا العام. وحذر بنك جولدمان ساكس في 9 فبراير شباط من أن النفط قد ينخفض دون 20 دولارا للبرميل وسط تخمة المعروض.

وهذا يستلزم أن ينحي كبار منتجي النفط في العالم خلافاتهم السياسية في الشرق الأوسط جانبا ويتفقون على الحد من الامدادات.

لكن بدلا من ذلك خفف المنتجون من ضوابط الانتاج. إذ وصل الانتاج الروسي هذا العام إلى مستوى جديد لم يصل إليه من قبل منذ انتهاء العهد السوفيتي كما أن السعودية تضخ النفط بكل ارتياح فوق عشرة ملايين برميل يوميا وهو أعلى مستوى لها في 15 عاما على الأقل وذلك وفقا لبيانات داتاستريم.

وصدور مثل هذه التصريحات عن سيتشن الذي ينتقد أوبك في العادة قد يشير إلى أن من الممكن التوصل لصفقة. لكن الأمر الأهم أن السياسة تشير إلى ضرورة التوصل لصفقة.

وإذا تم التنسيق فمن الممكن أن تؤدي خطة بين أوبك وروسيا لخفض ما يعادل 2.3 في المئة فقط من انتاجهما المشترك إلى ارتفاع الأسعار لكن دون تغير كبير في حصة كل منتج من السوق إذا شارك الجميع في التخفيضات. ولم يقدم سيتشن تعهدا حاسما لكنه طرح رقما يسهل الوصول إليه حتى يمكن أن تبدأ به المحادثات.

وربما تفضل السعودية الانتظار حتى تأخذ قوى السوق مجراها الطبيعي وتوقف عمل المنتجين الذين ينتجون بتكلفة أعلى. لكن هذا لا يحدث بوتيرة سريعة.

ويتوقع أحدث تقرير شهري لأوبك انخفاض الانتاج من خارج المنظمة بمقدار 700 ألف برميل يوميا فقط هذا العام.

من ناحية أخرى أدى انخفاض الأسعار إلى اقتراب فنزويلا بنسبة 99 في المئة من العجز عن الوفاء بالتزاماتها وذلك بناء على سعر مبادلات تأمين العجز عن السداد لأجل عشرة أعوام في حين أن سعر مبادلات تأمين العجز عن السداد لنيجيريا يشير إلى أن فرصة تخلفها عن السداد تبلغ 56 في المئة.

وإذا ما امتدت الأيدي بغصن الزيتون فإن لدى كل الأطراف سببا قويا يدعوها لتلقفه.

(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)