من أندرو تورشيا

البحر الميت (الأردن) 25 مايو أيار (رويترز) - يخطط المصرف الأهلي العراقي الذي يسيطر عليه كابيتال بنك الأردني لفتح خمسة فروع جديدة في العراق بحلول نهاية العام في دلالة على إمكانية تحقيق عائدات في كثير من أنحاء العراق رغم الحرب الدائرة في البلاد وهبوط أسعار النفط.

وتشير التقديرات إلى أن اقتصاد العراق انكمش بنسبة 2.4 بالمئة في 2014 ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق الاقتصاد نموا طفيفا أو لا يحقق أي نمو على الإطلاق هذا العام. وبدأت بغداد تسحب من احتياطاتها الدولية مع تقلص الإيرادات الحكومية بفعل تراجع أسعار النفط.

لكن الصراع لم يؤثر بعد على جزء كبير من الاقتصاد - وخصوصا في المناطق الجنوبية المنتجة للنفط التي لم يخترقها تنظيم الدولة الإسلامية - بما يكفي لاستمرار البنوك في العمل ولا تزال إمكانات الاحتياطات النفطية في العراق على الأمد البعيد تجتذب بعض الاستثمارات الجديدة.

وقال أيمن أبو دهيم نائب رئيس مجلس إدارة المصرف الأهلي العراقي إن البنك سيفتح خمسة فروع جديدة هذا العام في بغداد والمناطق الجنوبية ويتضمن ذلك فرعين في العاصمة وآخر بالقرب من حقل الرميلة النفطي الكبير.

ويملك كابيتال بنك الأردني حصة قدرها 62 بالمئة في المصرف الأهلي العراقي الذي يمتلك تسعة فروع في العراق من بينها فرعان في إقليم كردستان شبه المستقل.

وقال أبو دهيم وهو أيضا المدير المالي لكابيتال بنك لرويترز "يشكل العراق استثمارا استراتيجيا لنا... إذا استطعنا تحقيق ذلك في الظروف الحالية فما بالك بما نستطيع فعله عندما يتم حل المشكلات."

وأضاف أن أنشطة القطاع المصرفي العراقي بأكمله هبطت بنحو 20 بالمئة بسبب الصراع وتراجع أسعار النفط منذ يونيو حزيران الماضي.

وأدى ذلك إلى شح السيولة في النظام المصرفي وارتفاع الديون المتعثرة وهو ما يرجع لأسباب منها تأخر بعض المدفوعات الحكومية. وزادت صعوبة جذب الودائع نظرا لأن كثيرا من الناس يفضلون اللجوء للبنوك الحكومية في أوقات القلاقل. ويقدر أبو دهيم أن البنوك الحكومية ومن بينها البنكان الكبيران الرافدين والرشيد تحوز ما بين 80 و85 بالمئة تقريبا من الودائع البالغة 60 مليار دولار بينما يتنافس 50 بنكا خاصا على الباقي.

واجتمعت البنوك الخاصة مع البنك المركزي الذي تعهد بتقديم دعم لها يتضمن ودائع حكومية. لكن أبو دهيم الذي عمل مديرا ماليا لصندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي الأردني قبل أن ينضم إلى كابيتال بنك في 2011 قال إن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

ورغم الظروف الصعبة لا يزال كثير من عملاء المصرف الأهلي العراقي بحالة جيدة بما يمكن البنك من الاستمرار في تحقيق عائدات حيث يعمل عدد كبير منهم في تجارة السلع الاستهلاكية وتوزيع الأدوية.

وقفز صافي ربح المصرف قبل الضرائب في الربع الأول من العام 51 بالمئة على أساس سنوي إلى 2.94 مليار دينار عراقي (2.5 مليون دولار) وارتفعت أرباح التشغيل تسعة بالمئة. وزاد إجمالي الأصول 26 بالمئة إلى 646.71 مليار دينار.

ولجذب الودائع أطلق المصرف هذا العام برنامجا للودائع بدون فائدة يتيح للمودعين الفرصة للفوز بسيارة كل ثلاثة أشهر.

وقال أبو دهيم إن كابيتال بنك يركز على تدريب العاملين في وحدته وتشييد بنية تحتية في العراق مضيفا "نعد أنفسنا للأوقات الجيدة القادمة".

وحصل المصرف الأهلي العراقي الذي يشكل ما بين 15 و20 بالمئة من أنشطة كابيتال بنك على الموافقة من البنكين المركزيين في لبنان والعراق هذا العام لفتح فرع في بيروت.

ويأتي ذلك في إطار استراتيجية كابيتال بنك الذي يسعى لتطوير نفسه ليصبح بنكا إقليميا يدير عمليات تجارية واستثمارية.

وفي الأردن تنمو أنشطة كابيتال بنك بوتيرة محدودة وقال أبو دهيم إنه يتوقع أن يواصل اقتصاد الأردن نموه المتواضع في العامين القادمين بدون تحسن أو تدهور كبير حيث تساعد المعونات الدولية البلاد على تحمل العبء الكبير الناجم عن استضافة اللاجئين السوريين.

وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي قال كابيتال بنك إنه يعمل على إنشاء وحدة في مركز دبي المالي العالمي لتقديم خدمات مالية واستثمارية.

(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير عبد المنعم درار)