27 07 2015

وزير خارجية إيران أكد أن أي خطر يواجه دولة من دول المنطقة هو تهديد وخطر على جميع الدول على حد سواء

لم يكن في منظور إيران سابقاً أو حالياً أي نية لإنتاج السلاح النووي

إيران تقف بجانب الشعوب في دول المنطقة لمكافحة الإرهاب والتطرف والطائفية

أميركا ذات تاريخ سيئ مع إيران ودول المنطقة والفرصة اليوم استثنائية لتبديل ذلك الوضع

اختار وزير الشؤون الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية د.محمد جواد ظريف الكويت كمحطة اولى لزيارته عقب ابرام الاتفاق النووي الايراني الجديد، ليطلق من الكويت رسالة ايرانية الى دول المنطقة تحوي معاني الاطمئنان الى جميع دول المنطقة حول السياسة الايرانية الخارجية المقبلة وللاعلان عن قصد ونوايا الجمهورية الاسلامية الايرانية ومبادئها الثابتة في سياستها الخارجية القائمة على توطيد علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول المنطقة.

واكد ظريف، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ظهر امس، ان من اهم اولويات الجمهورية الاسلامية الايرانية دعم العلاقات بينها وبين دول المنطقة، موضحا ان ايران تعتقد بجدية ان في منطقتنا هناك مصالح مشتركة وايضا اخطار وتحديات مشتركة ولابد من الاستفادة من المصالح بالتعاون من اجل التنمية وايضا مواجهة المخاطر والتحديات، لافتا الى ان دول المنطقة يجمعها دين وتاريخ وجغرافيا وثقافة مشتركة وهي روابط قوية تحول دون التفرقة بينها .

وشدد ظريف على ان اي خطر يواجه دولة من دول المنطقة هو تهديد وخطر على جميع الدول على حد السواء، موضحا انه لا يمكن ان يكون هناك خطر يهدد دولة لمصلحة دولة اخرى.

واكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمد يد التعاون مع دول المنطقة، معلنا عن استعدادهم التام في هذا المجال، مضيفا انه من اجل تحقيق الاهداف المشتركة لابد ان تتوفر ارادة مشتركة، مؤكدا ان جميع المسؤولين الايرانيين تتوفر لديهم تلك الارداة وايضا فإنه على يقين ان الارادة متوفرة كذلك لدى المسؤولين الكويتيين، آملا ان تكون متوفرة في جميع دول المنطقة.

وردا على سؤال حول ما ينص عليه الاتفاق النووي بشأن التفتيش على المواقع العسكرية حيث ان هناك تفسيرات مختلفة حول ذلك الموضوع، فالغرب يقول ان له الحق في التفتيش الدائم في المواقع العسكرية بينما ايران تقول العكس، اكد ظريف في هذا السياق ان المراقبة والاشراف تم تحديدها في الوثائق الدولية، ووفقا لاتفاقية فيينا فإن كل الامور واضحة وتبرهن ان الهدف من التفتيش لا يدخل في المجال العسكري بل الهدف هو الوصول للاطمئنان والثقة بأن البرنامج النووي الايراني هو برنامج سلمي، مؤكدا انه ليس هناك اي برنامج عسكري في المجال النووي الايراني.

واضاف قائلا: اعرف ان العديد من القضايا التي تطرح في هذا المجال هي ممتلئة بالمشاعر والاحاسيس لدى بعض الدول وايضا الساسة الغربيين، مشيرا الى ان بعض المسؤولين الغربيين اعلنوا في تصريحاتهم ان ذلك الامر لا يمكن تحقيقه في العالم الخارجي بأن يكون هناك مراقبة واشراف على مدار الساعة او لاسبوع كامل او مراقبة فورية.

واردف ظريف قائلا: ولكن هذا لا يعني ان الاتفاق يوفر الارضية والمجال لانتاج السلاح النووي، مشددا انه لم يكن هناك في منظور الجمهورية الاسلامية الايرانية سابقا اوحاليا اي نية لانتاج السلاح النووي.

ووجه سؤال لوزير الخارجية الايراني حول ما يمكن ان تقدمه ايران بشأن عقد صلح بين دول المنطقة لاسيما ان هناك تدخل ايراني في سورية والعراق واليمن وهناك ايضا تدخلات عربية واقتتال طائفي واضح، فأجاب قائلا: اقول بصراحة ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تقف بجانب الشعوب في دول المنطقة في مكافحة التهديد المشترك من خلال الارهاب والتطرف والطائفية، مؤكدا ان تلك القضايا ليست مفيدة لصالح اي دولة في المنطقة.

ووجه ظريف رسالة الى دول المنطقة، مؤكدا فيها على ضرورة التعاون المشترك لمواجهة التحديات المشتركة، وانه لا يمكن لدولة ان تلغي دولة اخرى ولا يمكن ايضا ان يكون هناك تفكير وهمي بأن تحدث اي تسوية للمشاكل من دون تعاون بقية الدول الاخرى.

وحول ابرز الملفات التي تمت مناقشتها مع المسؤولين الكويتيين خلال الزيارة لاسيما انها تأتي في فترة تتزامن مع سحب مملكة البحرين لسفيرها للتشاور من طهران بعد ما تردد عن العثور على متفجرات واتهام ايران بالتدخل الدائم، قال وزير خارجية ايران: نحن قمنا بهذه الزيارة للاعلان عن ضرورة التعاون بين دول المنطقة، لافتا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية وبغض النظر عن السياسات الخاطئة التي كانت لبعض الجيران في السابق فيما يتعلق بصدام حسين فإن الجمهورية الاسلامية الايرانية مستعدة وبكل رحابة صدر للتعاون مع دول الجوار، واكد ان ما اعلنته مملكة البحرين مؤخرا عن ضبط متفجرات من ايران هو امر خاطئ «تماما».

وسئل ظريف عن الولايات المتحدة الأميركية وما اذا كان الاتفاق النووي الايراني سيقرب بين ايران والولايات المتحدة، خصوصا في ظل استمرار الاتهامات بين المسؤولين سواء المرشد الاعلى للثورة او الرئيس الأميركي اوباما او اطراف اخرى، فأجاب مؤكدا ان الاطراف الوحيدة التي بامكانها الحفاظ على دول المنطقة والقادرة على مواجهة الاخطار والتحديات هي الدول نفسها، موضحا ان الهدف من المحادثات هو تسوية القضايا النووية ونرصد التعامل من المسؤولين الاميركيين والتصرف الأميركي.

واشار ظريف الى ان أميركا لها تاريخ سيء جدا فيما يتعلق بايران وبدول المنطقة كذلك وايضا في ممارسة منطق القوة والتهديد باستخدامها، واضاف: ومن هذا التاريخ لم تربح ولم تستفد الحكومة والشعب الأميركي والآن الفرصة استثنائية لتبديل ذلك الوضع، موضحا ان ايران ترصد بدقة الطريقة التي تتبناها أميركا لتغيير هذا المسار.

وحول ماذا تريده طهران من اليمن، قال ظريف: نريد من اليمن وكل دول المنطقة ان تكون لها حكومات قائمة على آراء الشعب، وقد طرحنا منذ اليوم الاول في القضية اليمنية مشروعا من 4 بنود يتضمن وقف اطلاق النار وتبني الحوار بين اليمن وايصال المساعدات الانسانية واقامة حكومة شاملة بعلاقات جيدة مع جميع الجيران، لافتا الى ان ايران مستعدة لتقديم كل المساعدات في هذا الاطار.

وفي تساؤل حول مدى امكانية تغيير ايران لسياستها الخارجية باتجاه الانفتاح على دول الخليج، لاسيما ان هناك الكثير من التساؤلات حول تدخل ايران في الشؤون الداخلية لبعض الدول، شدد ظريف بأن الدول ليست بحاجة الى تغيير السياسة الايرانية الخارجية بل تغيير السياسة لبعض الدول التي تريد استمرار الصراع والحرب في المنطقة، مؤكدا ان ايران دائما تدعو الى التعاون والترابط مع الجميع وتدعو دائما الى دعم الشعوب والحكومات في دول المنطقة.

وتابع قائلا: فنحن لم نكن ندعم حربا دامت 8 سنوات بل كنا ندعم الشعوب والحكومات، لافتا الى ان المقبور صدام حسين عندما شن هجوما على تلك الدول قمنا بادانة ذلك الهجوم وتعاونا مع مواطني الدولة التي تم الهجوم عليها واستضفناهم ضيوفا اعزاء في ايران.

واكد ظريف ان ايران لم تدعم تنظيمات القاعدة وداعش بل واجهت تلك التنظيمات الارهابية بكل حزم، لافتا الى ان ايران سارعت بتقديم المساعدات للشعب العراقي حتى لا تقع بغداد وأربيل تحت سيطرة الدواعش، متابعا: وبالتالي فلابد لكم ان تقولوا من الذي يجب ان يغير سياسته في هذه المنطقة.

تفعيل الاتفاقيات التجارية مع إيران

رشيد الفعم

علمت «الأنباء» من مصدر حكومي مطلع ان الكويت ستفعل الاتفاقيات التي وقعتها مع إيران أثناء زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، لطهران نهاية العام الماضي. وأشار المصدر إلى أن الاتفاقيات المذكورة تتعلق بالنقل الجوي والتعاون الجمركي وأخرى للتعاون السياحي بالاضافة إلى اتفاقية خاصة بالبيئة.

وأضاف المصدر ان الاتفاقيات ستعزز الاستفادة التجارية بين البلدين خصوصا بعد توقيع الاتفاق النووي وتزيد من حجم التبادل التجاري الحالي الذي لا يتجاوز الـ 55 مليون دولار، متوقعا ان يزداد بعد تنفيذ الاتفاقيات إلى أكثر من مليار دولار في السنة الأولى ويتضاعف في السنوات التالية. وبين ان تسريع تنفيذ الاتفاقيات سيكون من خلال اجتماع خاص أثناء الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوفد الإيراني حاليا.

© Al Anba 2015