الرياض 2 مايو أيار (رويترز) - ذكرت صحيفة الوطن اليوم الاثنين نقلا عن مصدر داخل مجموعة بن لادن السعودية للمقاولات إن عدد تأشيرات الخروج النهائي التي أصدرتها الشركة للعمال حتى أمس الأحد بلغ 77 ألفا وإن المجموعة تعتزم الاستغناء عن 12 ألف عامل سعودي.

وبن لادن واحدة من كبرى الشركات السعودية ومن بين أكبر شركات البناء في الشرق الأوسط. وتقول صفحة مجموعة بن لادن على موقع (لينكد.إن) إن إجمالي العاملين بالشركة يقارب 200 ألف عامل.

وكانت صحيفة الوطن قالت يوم الجمعة نقلا عن مصادر لم تسمها إن المجموعة أنهت عقود العاملين البالغ عددهم 50 ألفا - وجميعهم أجانب على ما يبدو - ومنحتهم تأشيرات خروج نهائي لمغادرة المملكة.

وأضافت آنذاك أن العاملين رفضوا مغادرة البلاد "إلا بعد صرف مستحقاتهم المتأخرة التي تمتد لأكثر من أربعة أشهر". وأضافت أن العاملين المسرحين يحتشدون أمام مقرات الشركة في أنحاء المملكة "بشكل شبه يومي".

وقالت الصحيفة في عددها اليوم الاثنين "كشف مصدر مسؤول بشركة بن لادن أن تأشيرات الخروج النهائي لعمال الشركة بلغت حتى أمس 77 ألف تأشيرة ويتوقع أن يتم الاستغناء عن 12 ألف سعودي من ضمن 17 ألف سعودي يعملون بالشركة بوظائف تتراوح ما بين مسؤول إدارة ومهندس وإداري ومراقب."

وكانت صحيفة عرب نيوز قالت أمس إن عددا من العمال أضرموا النيران في بعض الحافلات التي كانت متوقفة بالقرب من إسكان مجموعة بن لادن السعودية في مكة وذلك بعد يوم من الإعلان عن الاستغناء عن 50 ألف عامل.

ولم ترد مجموعة بن لادن على طلب التعليق عبر البريد الإلكتروني كما امتنع مسؤول كبير بالشركة عن التعليق على الأمر حين اتصلت به رويترز.

وخاضت الشركة سلسلة من النزاعات مع العمال هذا العام بسبب الأجور. وفي مارس آذار تجمع عشرات العاملين أمام أحد مقرات الشركة في السعودية للمطالبة بمستحقات متأخرة.

وازدهرت بن لادن إبان الطفرة الاقتصادية السعودية في السنوات العشر الأخيرة ووظفت نحو 200 ألف عامل مع تشييدها الكثير من مشاريع البنية التحتية الكبرى في المملكة مثل المطارات والطرق وناطحات السحاب.

ولكن شأنها شأن الكثير من شركات البناء الأخرى في السعودية تضررت المجموعة كثيرا في السنة الأخيرة جراء تدني أسعار النفط الذي دفع الحكومة إلى خفض إنفاقها في مسعى لتقليص عجز الموازنة الذي قارب 100 مليار دولار العام الماضي.

ومنذ عام 2011 أدت إصلاحات سوق العمل التي تهدف لشغل المزيد من المواطنين السعوديين وظائف بالقطاع الخاص إلى زيادة صعوبة وتكلفة توظيف العمال الأجانب في شركات البناء بما فرض ضغوطا على القطاع.

وفي سبتمبر أيلول أمر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بوقف تصنيف مجموعة بن لادن ومنعها من دخول مشاريع جديدة بعد حادث سقوط رافعة بالحرم المكي أودى بحياة 107 أشخاص.

وأظهر تحقيق حكومي أولي أن مجموعة بن لادن لم تؤمن الرافعة كما ينبغي. ولم تصدر المجموعة بيانا عقب قرار منعها من دخول مشاريع جديدة.

وتأسست مجموعة بن لادن السعودية في ثلاثينيات القرن العشرين.

(تغطية صحفية مروة رشاد في الرياض - هاتف 0096614632603 - تحرير نادية الجويلي) ((marwa.rashad@thomsonreuters.com; Reuters Messaging: marwa.rashad.thomsonreuters.com@reuters.net))