05 07 2015

  كشف تقرير مشترك لمجموعة البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية عن أن إنهاء الفقر المُدقِع يتطلب بذل مزيد من الجهود المتواصلة لترسيخ اندماج البلدان النامية في نظام التجارة العالمي من خلال خفض تكاليف التجارة وتقليص الحواجز بين البلدان.

ويشير التقرير وعنوانه «دور التجارة في إنهاء الفقر» إلى التجارة بوصفها عاملاً رئيسيا في تيسير النمو في البلدان النامية، لكنه يقول إن الجهود الرامية إلى تقليص الحواجز التجارية يجب أن تُكمِّلها جهود لتعظيم المنافع للفقراء لضمان وصول تلك المنافع إلى أشد السكان فقراً وحرماناً في العالم.

وقال رئيس مجموعة البنك الدولي جيم يونغ كيم أن التجارة تلعب دوراً رئيسياً في حفز الجهود التي يقودها القطاع الخاص لتحقيق النمو وخلق فرص العمل والتوظيف، وقد تكون عاملاً فعَّالا في تقليص الفقر وزيادة الدخول. ولكن يجب فعل المزيد وعد الاكتفاء بزيادة التجارة.  

 ويبرز التقرير ثلاث رسائل أولها أنه من الضروري لإنهاء الفقر بذل جهود متواصلة لتوطيد التكامل الاقتصادي وتحقيق مزيد من الخفض لتكاليف التجارة. وسيلزم تحقيق نمو قوي في البلدان النامية من أجل إنهاء الفقر، والتجارة عامل حيوي في تيسير النمو، وإيجاد فرص عمل جديدة وأفضل للفقراء. ومع أنه تحقَّق تقدُّم كبير في خفض تكاليف التجارة ودمج البلدان المنخفضة الدخل في الاقتصاد العالمي، يجب بذل المزيد من الجهود.

كما أنه من الضروري خفض الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية بين البلدان عنصران ضروريان في هذه الأجندة، ولكن يجب أن يكون هذا جزءا من نهج أوسع يدرِك المُعوِّقات التي يواجهها الفقراء شديدو الفقر، ولاسيما بُعد كثير منهم عن الأسواق، إذا أريد لهم الاستفادة من منافع التجارة.

ويشتمل هذا على التحديات التي يواجهها النساء وفقراء المناطق الريفية ومن يعملون في الاقتصاد غير الرسمي ومن يعيشون في الدول الهشة والمتأثرة بالصراعات. وحتى تُحقِّق التجارة أكبر الأثر وتُسهِم مساهمةً منتجة في إنهاء الفقر، يجب أن تُكمِّل السياسة التجارية مجالات السياسة الأخرى. ويستتبع هذا توطيد التعاون بين مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية ومجموعة أوسع من أصحاب المصلحة المباشرة.

و قدَّمت منظمة التجارة العالمية ومجموعة البنك الدولي مساهمات كبيرة في التجارة وتقليص معدلات الفقر. ولكن لا يزال هناك الكثير والكثير الذي يجب عمله لإنهاء الفقر، ويجب على المؤسستين والشركاء الآخرين أن يُراجِعوا باستمرار أنشطتهم لمساندة جهود تقليص الفقر لضمان أن تتكيَّف على نحو أكثر فعالية مع عالم سريع التغيُّر. ومن الإستراتيجيات الرئيسية لتوسيع منافع التجارة لتشمل الفقراء خفض تكاليف التجارة من خلال وسائل مثل اتفاقية منظمة التجارة العالمية لتسهيل التجارة، وباتباع سياسات تُيسِّر على الفقراء الوصول إلى الأسواق، ولاسيما من يعيشون في المناطق الريفية والمتأثرة بالصراع، وهو ما يساعدهم على انتهاز فرص التجارة.

© Al Dustour 2015