تونس 27 سبتمبر أيلول (رويترز) - قالت شركة بتروفاك للغاز والنفط البريطانية اليوم الثلاثاء إنها استأنفت نشاطها في تونس عقب توصل الحكومة لاتفاق مع محتجين يطالبون بوظائف عطلوا انتاج الغاز حوالي تسعة أشهر. وكانت شركة بتروفاك أعلنت الاسبوع الماضي وقف أنشطتها ومغادرة تونس بسبب احتجاجات طالت لشهور. ولكن اتفاقا بين الحكومة ومحتجين يوم الجمعة الماضي جعل الشركة التي توفر 13 بالمئة من احتياجات تونس من الغاز تتراجع عن قرارها بعد تلقيها ضمانات بالحيلولة دون تعطيل الانتاج مرة أخرى.

وقال المدير العام للشركة عماد درويش لرويترز "بتروفاك استأنفت رسميا عملياتها أمس الاثنين على الساعة 18" دون الخوض في أي تفاصيل.

وكان قرار مغادرة الشركة سيمثل ضربة مالية أخرى للبلاد في الوقت الذي تتعهد فيه حكومة يوسف الشاهد باتخاذ القرارات اللازمة لتوفير وظائف والمضي قدما في إصلاحات اقتصادية وتعزيز النمو الذي تضرر جراء هجمات شنها مسلحون إسلاميون العام الماضي.

وحظيت تونس بالإشادة لما أحرزته من تقدم سياسي نحو الديمقراطية منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. لكن ذلك لم يتبعه تقدم اقتصادي وأصاب نقص فرص العمل كثيرا من الشبان التونسيين بالاحباط.

ومنذ يناير كانون الثاني تسببت احتجاجات مجموعات من الشبان في تعطيل الإنتاج بموقع حقل الشرقي للغاز بجزيرة قرقنة في جنوب البلاد حيث تملك بتروفاك حصة 45 بالمئة بينما تملك شركة تديرها الحكومة الحصة المتبقية.

ويقول مسؤولون حكوميون إن استيراد الغاز من الجزائر لتعويض النقص الناجم عن تعطل إنتاج بتروفاك كلف الحكومة نحو 100 مليون دولار منذ بداية العام الحالي.

وفي وقت سابق هذا الشهر أعلنت شركات فوسفات تديرها الدولة في تونس عن اتفاق لتوظيف 2800 عامل جديد بعد احتجاجات أوقفت الإنتاج وأنذرت بتوقف الصادرات. وتسببت حالات التعطل التي شهدها القطاع في تكبد الحكومة خسائر بمئات الملايين من الدولارات على مدى السنوات الخمس الماضية.

(تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس - تحرير نادية الجويلي) ((tarek.amara@thomsonreuters.com;))