29 06 2015

خسائر الناتج المحلى تتراجع.. وأسعار السلع للمستهلك تستقر

«ماذا لو تغيرت عادات الأسرة المصرية فى رمضان؟»، سؤال طرحه المركز المصرى للدراسات الاقتصادية بالأمس، فى سلسلة «ماذا لو؟» الذى بدأها منذ أشهر.

ورغم أن الغرض الأساسى من شهر رمضان هو الإحساس بمعاناة الفقراء إلا أن الشهر الكريم يشهد أعلى معدلات الاستهلاك خلال العام.

ووفقا لدراسات البنك الدولى ومؤسسات بحثية أخرى، قال المركز المصرى إن الاستهلاك الغذائى يرتفع بنسبة 30% خلال شهر رمضان، مما يؤدى إلى زيادة معدل التضخم، كما يتراجع الإنتاج نظرا لخفض ساعات العمل بمقدار ساعتين، مما يؤدى إلى انخفاض الناتج المحلى الإجمالى خلال شهر رمضان بنسبة 8%، ما يساوى 2 مليار دولار، كما أن كل أسرة مصرية متوسطة الدخل تُهدر ما قيمته 700 جنيه من الغذاء والمشروبات خلال الشهر.

وتتوافق الأرقام التى ذكرها المركز مع واقع ما نشهده فى رمضان من إسراف مبالغ فيه، وطلب متزايد على البضائع خاصة الغذائية، وتقول مؤسسة نيلسن المتخصصة فى دراسات السوق أن مبيعات الأسواق الكبيرة، الهايبر والسوبر ماركت، ترتفع فى شهر شعبان بـ40% عن متوسط العام، كما ترتفع مبيعات محال البقالة بـ2% خلال نفس الشهر، أما فى رمضان فترتفع مبيعات الهايبر والسوبر ماركت بـ81%، مقارنة بـ20% فيما يخص البقالة.

سيناريو آخر طرحه المركز المصرى وهو «ماذا لو تغيرت هذه العادات»، ففى حالة ترشيد الاستهلاك الغذائى، ستستقر الأسعار، وقد ارتفع معدل التضخم فى مايو الماضى بـ 13.5% وهو الأعلى منذ فترة طويلة، ومن المتوقع أن يرتفع بشكل أكبر فى رمضان مثل كل عام.

من ضمن السيناريو المٌقترح أيضا، أن تقوم الحكومة بخفض ساعات العمل بمقدار ساعة واحدة فقط، مما يحد من الخسائر فى الناتج المحلى الإجمالى بنسبة 4% خلال الشهر.

ويقول شريف الديوانى، المدير التنفيذى للمركز المصرى للدراسات الاقتصادية، أن هذا الانخفاض مرتبط بالعمالة الرسمية التى تتمتع بتخفيض ساعات العمل فى رمضان، على عكس القطاع غير الرسمى، «فبعض العاملين فى القطاع غير الرسمى، بيشتغلوا أكتر ويشدوا حيلهم فى رمضان علشان مصاريف العيد»، وفقا للديوانى.

ويمثل القطاع غير الرسمى 97% من المنشآت فى القطاع الخاص، وفقا للتعداد الاقتصادى الذى أعلنت عنه الحكومة فى أكتوبر الماضى.

نقطة أخرى يقترحها المركز، وهى أن تُعيد منظمات المجتمع المدنى توزيع فائض الغذاء على المحتاجين، «هذا النموذج رأيته بعينى ولكن فى دول غير مسلمة، فى أوروبا والولايات المتحدة، ويتمثل فى أن يقوم المواطنون بإرسال باقى طعامهم لجمعيات متخصصة فى توصيلها للفقراء، وهذه الجمعيات منتشرة على نطاق واسع وبعضها يعمل فى أكثر من دولة، كما أنها تلقى تعاونا كبيرا من المواطنين، وتتعاون أيضا مع الفنادق والمطاعم إلى جانب الأسر العادية».

© الشروق 2015