25 11 2015

في ندوة لـ «الكويتية للاستثمار» استعرضت خلالها التوقعات الاقتصادية والاستثمارية في 2016

أكد رئيـس اقتصاديـي شركة Candriam Investors Group أنطـون برندر أن رغبة أعضاء أوبك في الضغط على إنتاج النفط الأميركي قد أدت إلى انخفاض أسعار النفط بشكل حاد.

عجز مالي
وحول تأثير تراجعات أسعار النفط على ميزانيات دول الخليج، أشار برندر في الندوة التي نظمتها الشركة الكويتية للاستثمار، أمس، حول التوقعات الاستثمارية والاقتصادية للعام المقبل 2016 التي حضرها كبار مسؤولي الشركات الاستثمارية والقطاع المالي في الكويت أن أسعار النفط الحالية تحت نقطة التعادل لميزانيات أغلب دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء الكويت، لافتاً أن أغلب دول الخليج انتقلت إلى مرحلة العجز المالي مع وصول سعر البرميل لحاجز 50 دولارا، فيما تبخرت فوائضها المالية، مما يعني تراجع في معدلات النمو المتوقعة للعام المقبل 2016 في دول مجلس التعاون الخليجي.

وتحدث برندر عن واقع أسواق منطقة الخليج باستخدام سيناريوهات تراجع أسعار النفط، حيث أوضح وفي السيناريو الخاص بسعر برميل النفط عند 55 دولار، من المتوقع انخفاض الإنتاج الأميركي بشكل حاد في العام المقبل 2016 ومعاودته للارتفاع بشكل بسيط في العام 2017، وكذلك بانخفاضه بمعدل النصف بالنسبة لدول أوبك.

وحول تأثير تراجع أسعار النفط وفق سيناريو 35 دولاراً للبرميل، فمن المتوقع انخفاض الإنتاج الأميركي إلى قرابة نصف الإنتاج في العام 2015، وبالنسبة لدول أوبك فيتوقع انخفاضه بشكل بسيط في العام 2016 والعودة إلى رفع معدلات الإنتاج في 2017. وفي السيناريوهين يتوقع تخفيض معدلات الانتاج بشكل كبير في العامين 2016 و2017 عن معدلات الإنتاج في 2015.

أداء العملات
أما فيما يخص العملات فقال: خلال العام الحالي 2015 شهدت أغلب عملات الأسواق الناشئة انخفاض أمام الدولار الأميركي، فيما شكلت في بعض الأسواق الناشئة، هذه التراجعات، مخاطر مالية عالية. وفي الوقت الذي شهدت فيه معدلات الدين ارتفاعات في الأسواق الناشئة، تراجعت مستويات الدين الخاصة بالقطاع الخاص في الأسواق الناشئة بالمقارنة مع إجمالي الناتج المحلي، فيما استقر الدين العام في السوق الأميركي والكندي والاسترالي ومنطقة اليورو واليابان وبريطانيا.

تراجعات النمو
وتوقع برندر أن تواصل معدلات نمو الاقتصادي العالمي تراجعاتها في العام المقبل والتي شاهدناها في العام الحالي 2015، فيما توقع أن تعود وتيرة النمو في الأسواق الناشئة في العام المقبل بعد التراجعات التي شهدتها في العام الحالي، مدعومة بالنمو في الصين والهند والمكسيك وتركيا.

وأشار إلى أن تخمة المدخرات لم تنته بعد في الوقت الذي سيواجه فيه العالم قريبا تراجعات حادة في المقترضين. أما بالنسبة لأبرز التحديات الناتجة عن الأسواق الناشئة فستأتي من الصين والبرازيل على وجه الخصوص في ظل تأثر الاقتصاد البرازيلي بشكل كبير من انخفاض أسعار السلع بشكل حاد، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى انخفاض وتيرة التعافي. وعن السوق الصيني قال: معدلات نمو الاقتصاد الصيني يبدو التباطؤ عليها واضحا، في ظل محدودية التوسع الائتماني. بينما الحاجة إلى إعادة التوازن للاقتصاد ستلقي بظلالها على النمو الاقتصادي لأعوام.

استمرار النمو
بدورها، تحدثت كبير الاقتصاديين في Candriam Investors Group فلورنس بيساني عن الاقتصاد الأميركي قائلة: على الرغم من النتائج الضعيفة للاقتصاد الأميركي في الربع الثالث من العام الجاري 2015، إلا أن الاقتصاد سيستمر في النمو خلال العام المقبل، في ظل المؤشرات الايجابية لسوق العقار السكني على الرغم من أن سهولة الائتمان لم تعد إلى حالتها الطبيعية بعد.

وأضافت: يتوقع أن يستمر المشهد الاستثماري في أميركا باتجاه النمو المعتدل، فيما ستكبح قوة الدولار الأميركي مقابل عملات العالم من قوة الصادرات الأميركية، إلا أن ذلك لن يؤثر على القوة الاستهلاكية للسوق الأميركي التي ستبقى بدورها قوية، ليسجل الاقتصاد الأميركي معدلات نمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.4 في المائة خلال العام الحالي والمقبل 2016.

أما بالنسبة لمنطقة اليورو، توقعت بيساني أن تنطلق عجلة النمو مدعومة بالاستهلاك، وبالتالي سنشهد بعض التحسن بسوق العمل، فيما يتوقع أن تسجل منطقة اليورو نمو في إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.9 في المائة العام المقبل 2016.

توقعات اقتصادية
وقد أكد مدير صناديق الأسهم العالمية في الشركة الكويتية للاستثمار خالد الدهيم حرص الشركة على تنظيم هذا الحدث بشكل سنوي بالتعاون مع شركـة Candriam Investors Group، وهو من بنوك أوروبا الرائدة، للكشف عن التوقعات الاقتصادية والاستثمارية للعام المقبل التي من شأنها أن تسهم في تحديد بوصلة المستثمرين في قراراتهم الاستثمارية للسنة القادمة في ظل التطورات التي شهدتها أسواق العالم والمنطقة خلال العام الحالي.

© Annahar 2015