23 05 2015

اقدمت عصابات "داعش" على فرض مزيد من الاجراءات الوحشية بحق المدنيين العزل في الموصل، والتي تنم عن مدى وحشية وتخلف تلك الجماعات، التي اقدمت مؤخرا على تغيير مواعيد الصلاة في نينوى، وارغام المواطنين على دفع الاتاوات، ومنع الرجال من حلق اللحى، فضلا عن اجبار طلبة المرحلة الاعدادية على التطوع في صفوفهم عقب هروب العشرات من الارهابيين الى خارج نينوى.

وتأتي تلك الاعمال التي استقتها "الصباح" من مصادرها الخاصة داخل مدينة الموصل لتكشف الوجه الحقيقي لعصابات "داعش" لتضاف الى مجموعة الاعمال الوحشية التي طالت المقامات والاضرحة والمتاحف والمدارس، التي سعى من خلالها ارهابيو "داعش" الى طمس جميع المعالم الحضارية والثقافية والدينية في نينوى.

وكل يوم يستيقظون على قرارات تنفذ تحت التهديد من قبل عصابات "داعش" المتطرفة.

تغيير مواقيت الصلاة

فقد هدد عناصر «داعش» جميع المساجد والجوامع ورجال الدين بإلغاء عملية الاعتماد في توقيتات الصلاة، على الساعات، والاخذ بـ»الرؤية الشرعية» التي كانت متبعة في عصور سابقة وبعيدة.

يقول امام وخطيب مسجد «ذو النورين» بالموصل، الشيخ محمود النعمة: ان» داعش رفع الساعات الالكترونية من المساجد، والتي كان يحدد وفقها مواعيد الصلاة، وارغم أئمة المساجد على اعتماد «الرؤية الشرعية» بذلك.

واوضح النعمة ان «صلاة الفجر تقدمت على وقتها الاصلي بـ12 دقيقة بينما الفروض الأربعة الاخرى تقدمت على توقيتاتها الاصلية بـ3 دقائق» مبينا ان «القرارات جاءت مفروضة على الموصليين وليس لديهم خيار اخر سوى التنفيذ، او الاعدام وفقا للشريعة الارهابية».

قرارات جائرة

وانواع مثل تلك الحالات لم تعد بغريبة على الشارع الموصلي، الذي بات يشهد منذ الصباح وحتى المساء عشرات القرارات المفاجئة التي يفرضها «داعش» الارهابي على اهالي المدينة، ويقدم الموصليون على تنفيذها بالاكراه « ومثلما يؤكد ذلك وليد مجيد، احد اهالي نينوى، الذي ابدى استهجانه من «فرض ارهابيي داعش قرارا جديدا من نوعه وهو منع الرجال من حلق لحاهم وتخفيف الشارب» لافتا الى ان «الدمويين» كما يصفهم، هددوا المخالفين للتعليمات بعقوبات مشددة، ابسطها الجلد في الشوارع».

ويوضح مجيد، ان الارهابيين تذرعوا بحجج واهية كثيرة لتبرير قرارهم هذا، بضمنها ان «من يحلقون اللحى اشخاص متشبهون بالكفار والمشركين وهم مخنثون ايضا ويسعون للتشبه» بينما يعود الامر بحسب تفسير العديد من ابناء الموصل، وفقا للمتحدث، الى «انه اجراء يمهد لهروبهم بعد الذعر الذي اصيب به الارهابيون جراء اقتراب موعد العملية العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل».

سلب الرواتب

ولم تتوقف الاعمال الوحشية لارهابيي «داعش»عند ذلك الحد، حيث يتعرض الموصليون الى ترد كبير بالاوضاع الاقتصادية والمعاشية نتيجة الاوامر التي تجبرهم على دفع نسب كبيرة من رواتبهم الى الارهابيين تصل الى 30 بالمئة من قيمة الراتب الكلي.

واثر ذلك الامر، وفقا لعدد من ابناء المحافظة، في اسواق الموصل التي باتت تشهد تردياً ملموساً في عمليات التبضع، لاسيما عقب فرض غرامات مالية من قبل «داعش» على اصحاب المحال التجارية كايجارات شهرية تعود ايراداتها الى ما تسمى بـ»هيئة الحسبة» المخولة بجمع الاموال من الموصليين واعادتها الى خزينة العصابات.

الأتاوات

يبين عـادل الجـبوري، احـد اصحـاب العمـارات فـي نينوى، ان اغلب العمارات التجارية اغلقت ابوابها منذ العاشر من حزيران الماضي بعد ان فرض الارهابيون اتاوات مالية على اصحابها بلغت نحو مليوني دينار كأجور سنويا تعود الى خـزينة «داعـش».

الرهينة

وتتعرض الموصل ايضا الى ضغوطات اخرى ابرزها عدم خروج العوائل الموصلية الى محافظات تقع تحت سيطرة الحكومة الاتحادية، بحجة انها محافظات «الكفر والشعوذة» حيث يفرض عناصر «داعش» كفالة لكل عائلة تود السفر الى خارج نينوى لمدة لا تقل عن عشرة ايام وتتضمن الكفالة ايداع سند ملكية المنزل وسيارة ذات دفع رباعي، وفي حال عدم العودة او تأخر قدوم العائلة، يقوم الارهابيون بمصادرة المنزل والسيارة، واعدام افراد العائلة ان عادت من السفر عقب تأخرها عن الموعد المثبت، كما منعوا بشكل صارم سفر اي شاب موصلي دون اي كفالة خشية التطوع في صفوف الجيش والشرطة.

مصير مجهول للطلبة

من جانب اخر يضيف مدير احدى الاعداديات التي تقع في منطقة الفيصلية، ان «داعش» يشن حملات مداهمة على جميع المدارس الثانوية والاعدادية من اجل استقطاب الطلبة عقب نهاية الامتحانات، واجبارهم على التطوع بين صفوفه لاسيما عقب فرار المئات من افراد تلك العصابات الارهابية جراء تزايد القلق الناجم عن اقتراب موعد عملية تحرير الموصل.واثار ذلك الامر، القلق بين نحو مليون من أولياء امور الطلبة الموصليين، الذين ابدوا مخاوفهم على مستقبل ابنائهم المجهول، والذين يتعرضون للقتل سواء انضموا الى صفوف الارهابيين او رفضوا التطوع.

© Al Sabaah 2015