04 08 2015

التحديات تتطلب تغييرات للبقاء في دائرة التنافس

أظهرت حالات التراجع التي لازمت شركات الاتصالات العاملة في السوق السعودية حتى إعلان نتائجها للنصف الثاني من العام الحالي 2015، حاجتها إلى اللحاق بركب التغيير ومواكبة ظروف السوق بإعادة هيكلة عملياتها، وسط ثلاثة عوامل رئيسة تدعو إلى ذلك، هي انخفاض عوائد المكالمات الهاتفية، ونمو استخدام نقل البيانات، وتشبع الشركات من العملاء حيث وصلت نسبة الاشتراكات إلى 200%.

ووفقا لخبير اقتصادي وآخر مختص في قطاع الاتصالات، لا يمكن وصف حالة شركات القطاع في الوقت الحالي إلا بأنها تمر بمرحلة انتقالية مليئة بالتحديات التنافسية للإبقاء على العملاء، وتطوير تقديم الخدمات التنافسية.

الرئيس التنفيذي السابق لشركة اتحاد عذيب للاتصالات أحمد السنيدي قال لـ"الوطن" إن شركات الاتصالات العاملة في المملكة لم تضطر إلى إجراء عملية إعادة هيكلة ولم تبدأ في التخلي عن إدارات غير منتجة، وهو ما سيحصل عاجلاً أم آجلا، مرجعا ذلك إلى تغير المنافسة في السوق، وتأثر مداخيل الشركات، حيث أصبح من الضرورة بمكان رفع الكفاءة التشغيلية وكفاءة الموظفين، وكذلك جاذبية العملاء، الأمر الذي يستوجب إعادة الهيكلة.

من جهته أكد المستشار الاقتصادي ناصر آل مغرم، أن الوقت حان لأن تعيد شركات الاتصالات هيكلتها بما يتوافق مع حاجة السوق، مشيرا إلى تراجع إقبال العملاء على المكالمات الصوتية، وزيادة إقبالهم على نقل البيانات وخدمات الإنترنت عموما، مستشهدا ببداية بعض الشركات في تقديم عروض ترويجية وباقات تسويقية. وبالتفاصيل، أجمل السنيدي أسباب تراجع نتائج شركات الاتصالات في عوامل عدة أولها قرار هيئة الاتصالات بتخفيض الأسعار لما يسمى الرصد البيني ما بين المشغلين، حيث أثر ذلك على خفض العوائد من المكالمات، إضافة إلى ما توفره برامج التواصل عبر الإنترنت من مكالمات على العملاء وهو ما يعطيهم خيارات أكثر لتوفير كلفة المكالمات سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مستشهداً بما قدمته شركتا زين وموبايلي من باقات خفضت فيها أسعار المكالمات إلى 19 هللة للدقيقة، وهو ما يشير إلى قلة التدفقات النقدية لمشغلي الهاتف.

وأضاف السنيدي أنه على الرغم من ذلك إلا أنه ما زال هناك نمو متزايد في الطلب على سعات نقل البيانات، فالعملاء أصبحوا بحاجة إلى سرعات أعلى وسعات أعلى لنقل البيانات، مع الأخذ بالاعتبار حالة التشبع التي وصلت لها الشركات من المشتركين حيث بلغت 200%، الأمر الذي ينقل المنافسة بين الشركات إلى تقديم خدمات إنترنت بشكل أكبر من الحالي.

ويتفق ناصر آل مغرم مع ما ذهب إليه السنيدي، حيث قال إن المنافسة الآن انتقلت إلى المحافظة على العملاء وتوفير خدمات نقل البيانات بشكل أكبر، مستشهداً بتوجه العملاء لتطبيقات الإنترنت، لا سيما أن السعوديين احتلوا تصنيفات متصدرة في استخدام تطبيقات وبرامج الإنترنت مثل "واتساب" و"تويتر".

وأكد آل مغرم أن ما لحق بشركات الاتصالات من نتائج متراجعة ليس له لعلاقة بأي متغيرات اقتصادية على الساحة المحلية أو الدولية، لأن ما تقدمه من خدمات مرتبط بالعملاء الذين ما زالوا يحققون نسب نمو عالية في استخدام تطبيقات الاتصالات، متوقعا تحسن أداء الشركات مطلع العام المقبل مع تطوير وتحسين خدماتها. وبالعودة إلى السنيدي، قال إن شركات الاتصالات أصبحت مطالبة الآن بخفض تكاليف تشغيلها، وإعادة النظر في عملياتها، إما بخفض عدد الموظفين أو برفع فعاليتهم، أو الاستغناء عن الإدارات التي لا تنتج، وهو ما يشكل تحديا مهما، مشيرا إلى أنه من الأهمية بمكان أن الشركات هيكلت عملياتها لخفض الكلفة ورفع الإنتاجية، حيث لم تقم بعض الشركات بهذا الدور.

وأضاف السنيدي أنه يجب على الشركات أن تلعب دورا إضافيا لإيجاد تطبيقات أخرى تسهم في الحفاظ على مشتركيها من ناحية رفع جاذبية برامج الإبقاء على العملاء، وتحسين البرامج الحالية وتعديلها، بحيث تبقي على العميل الجيد لكل شركة، وزيادة مداخيلها من العملاء.

وتوقع السنيدي أن تقوم مجالس إدارات الشركات خلال الفترة المقبلة بالضغط على إداراتها التنفيذية لإعادة الربحية إلى مستوياتها الأولى، في حين أصبح من الصعب زيادة عدد المشتركين بعد حالة التشبع الذي وصل إليها السوق، وهو ما يفرض على الشركات إعادة هيكلة عملياتها.

يذكر أن شركة موبايلي حققت خسائر بقيمة 945 مليون ريال بنهاية النصف الأول من عام 2015، مقارنة بأرباح قدرها 403 ملايين ريال خلال نفس الفترة من 2014، كما انخفضت أرباح الاتصالات السعودية إلى 5062 مليون ريال، بنهاية النصف الأول 2015، مقارنة بأرباح بلغت 5194 مليون ريال تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من عام 2014، في حين انخفضت خسائر شركة الاتصالات المتنقلة زين إلى 458 مليون ريال بنهاية النصف الأول 2015، مقارنة بخسائر قدرها 647 مليون ريال تم تسجيلها خلال الفترة نفسها من عام 2014.

© Al Watan 2015