03 08 2015

طالبوا بحملات توعية وتثقيفية لترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد..

كالعادة دائما تشهد الأسواق التجارية ارتفاعا في نسبة مبيعات السلع والخدمات الاستهلاكية خلال فترات المواسم شهر رمضان وعيدي الفطر والاضحى والعودة للمدارس، هذه المواسم تلاقي رواجا واقبالا منقطع النظير من قبل المستهلكين الذين تتنوع مقتنياتهم من سلع غذائية بمختلف أنواعها، ملابس واكسسوارات وكماليات وادوات دراسية، وفي ظل انتشار المحلات التجارية أصبح امام المستهلك خيارات عديدة ومتنوعة لاقتناء ما يريده خلال تلك الفترات.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه خلال فترة المواسم المختلفة، هل يتم استهلاك جميع ما تم شراؤه؟ أم انه يبقى حبيس الأدراج؟ وللإجابة على هذا السؤال استطلع «الأيام الاقتصادي» آراء مواطنين عن مدى استهلاكهم للمواد والسلع المختلفة التي يقومون بشرائها، والذين اكدوا ان اكثر من 45% من مشترياتهم تظل مخزونة في الأدراج أو الثلاجات، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن المواد الغذائية من أكثر السلع التي يتم شراؤها بهوس خاصة خلال شهر رمضان.

كما أكدوا على دور الاعلانات التجارية المضللة في زيادة عملية الشراء بصورة عشوائية، مطالبين بضرورة تكثيف كل الجهات الرسمية والأهلية المعنية بحماية المستهلك جهودها في توعية المستهلكين بمدى احتياجاتهم من المواد الاساسية خلال هذه الفترات، بالإضافة إلى مراقبة مصداقية الاعلانات التجارية المضللة للحد منها.

خوف من ارتفاع الأسعار

من جانبه، قال عبدالله نور ان فترة المواسم كالأعياد وعودة الأبناء إلى المدراس وشهر رمضان تشهد معدلات استهلاك عالية، الأمر الذي يسبب اعباء مالية كبيرة على ميزانية الأسرة، لافتاً إلى أن شهر رمضان من أكثر فترات المواسم التي تشهد عملية شراء عشوائية، وذلك نتيجة خوف المستهلكين من زيادة في اسعار المواد الغذائية أو نفادها بالإضافة إلى تنافس المحلات التجارية في العروض والتخفيضات لجذب المستهلكين لشراء هذه السلع.

وأكد نور على أن اغلب ما يتم شراؤه خلال فترة المواسم المختلفة لا يتم استخدامه ويبقى حبيس الأدراج أو الثلاجات بنسبة 50% في أغلب الأحيان، داعيا في هذا الخصوص الجهات المعنية بحماية المستهلك بضرورة ممارسة دورها الحقيقي والفعال في المجتمع، وذلك عبر بث رسائل توعوية أيا كانت الوسيلة المستخدمة فيها للرفع من وعي المستهلك وترشيد الوعي الاستهلاكي وبالأخص خلال فترة المواسم.

توعية المستهلك لتقليل الفقد

ومن جهته، أوضح محمد عادل أن جميع ما يتم شراؤه من مختلف السلع والكماليات المختلفة لا يتم استهلاكه بنسبة قد تصل إلى 55% بالمائة، لافتاً إلى أن الاعلانات التجارية تعد اهم الأسباب الرئيسية في زيادة نسبة الشراء المبالغ في معظم الأحيان، مما يترتب عليه اعباء مالية اضافية كبيرة.

وأشار إلى أن المواد الغذائية تشهد معدلات شراء بصورة غير مبررة بسبب الاعلانات التجارية في أوقات المواسم وفي المقابل لا يتم استهلاكها لغاية فترة صلاحيتها!!، مضيفا إلى أنه خلال الفترة الماضية شهدت الكماليات وفي مقدمتها الهواتف المحمولة أيضا معدلات شراء بصورة كبيرة ويتم استبدالها سنويا بالرغم من صلاحيتها وجودتها في ظل عروض مغرية تقدمها شركات الاتصالات المختلفة.

وفي هذا السياق، وجه محمد دعوته لكافة الأطراف المعنية بحماية المستهلك وفي مقدمتها إدارة حماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة وجمعية حماية المستهلك، قائلا: «من واجب الجهات ذات الصلة بحماية المستهلك وحقوقه ضرورة توعية المستهلك بحقوقه قبل عملية الشراء اسوة بما يتم عمله في بعض الدول الخليجية بهدف تقليل الفقد والهدر حتى لا يقع المستهلك في فخ الاعلانات التجارية المضللة».

«فوبيا النقص»

ومن جهة أخرى، قال حسن الدوسري: «ان المستهلكين لديهم فوبيا النقص، هذه الفوبيا تساهم في ظاهرة الشراء المكثف وغير المبرر على الاطلاق للسلع والمواد الاستهلاكية وغير الاستهلاكية في معظم الأحيان، بالإضافة إلى الخوف من ارتفاع الاسعار بعد مشاهدة العروض الترويجية التي تقدمها المحلات التجارية على مختلف السلع تساهم في زيادة عملية الشراء العشوائي».

ولفت إلى أن المحلات التجارية تعمد الى تقديم عروض مختلفة على بعض السلع الاساسية لجذب المستهلكين للتسوق وفي الحقيقة فإن التخفيض يشتمل على عدد محدود من السلع، مؤكدا على أن هذه العروض تساهم في زيادة معدل الشراء بنسبة تصل إلى 50% في حين قد يصل المفقود منها إلى 45%، الأمر الذي يؤدي إلى استنزاف ميزانية الأسرة بصورة غير مبررة.

وأضاف: أن الفقد والهدر لا يتعلق بالسلع الغذائية فحسب، وإنما بمختلف السلع والخدمات الأخرى، ويأتي في مقدمتها الكماليات الهواتف المحمولة، داعيا الجهات ذات الصلة بحماية المستهلك الى ضرورة توعية وتثقيف المستهلكين لترشيد الميزانية وتقليل الفقد والهدر.

© Al Ayam 2015