29 08 2015

برنت يقترب من 50 دولاراً مجدداً... والخام الكويتي استعاد مستوى الـ 42 دولاراً الخميس

أثارت الارتفاعات «المجنونة» للنفط بنحو 12 في المئة في اليومين الماضيين تساؤلات عما إذا كانت موجة التراجعات الحادة قد انتهت أم أنها فورة موقتة ستعود بعدها الأساسيات الضعيفة إلى فرض نفسها، في ظل تخمة المعروض المرشحة للتزايد، وضعف نمو الطلب، لاسيما من الصين.

واستأنفت أسعار النفط ارتفاعها أمس بعد الارتفاعات الحادة التي سجلتها الخميس بفعل انتعاش أسواق الأسهم ونمو قوي للاقتصاد الأميركي.

وبعد بداية متقلبة سجل سعر خام برنت ارتفاعاً بأكثر من 3 في المئة ليتداول فوق الـ 49 دولاراً عند الساعة الخامسة و45 دقيقة مساء بتوقيت الكويت، فيما كان الخام الأميركي يشير إلى قفزة بنحو 4.2 في المئة أو 1.79 دولار إلى 44.35 دولار للبرميل. وبذلك تصل مكاسب النفط في يومين إلى أكثر من 12 في المئة.وارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.6 دولار في تداولات أول من أمس ليبلغ 42.01 دولار أميركي مقابل 40.41 دولار للبرميل في تداولات يوم الأربعاء الماضي وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية أمس.

وسجل النفط الخميس أكبر مكاسبه اليومية منذ عام 2009 إذ صعد مزيج برنت والخام الأميركي الخفيف أكثر من عشرة في المئة. وحقق الخام الأميركي أول مكاسبه الأسبوعية في تسعة أسابيع لينهي أطول موجة خسائر من نوعها منذ عام 1986. ونزلت أسعار النفط العالمية بمقدار الثلث منذ مايو ولا تزال تقل كثيرا عن نصف مستواها قبل عام بسبب الوفرة الكبيرة في معروض الوقود وتباطؤ الطلب. وساهمت مخاوف في شأن الاقتصاد الصيني في زيادة حدة الهبوط خلال الأسابيع الأخيرة.

غير أن بعض المحللين قالوا إن أسواق النفط انخفضت كثيرا وبسرعة كبيرة ومن ثم كان التعافي مرجحا. وأضافوا أن ارتفاع الأسهم وبيانات النمو الاقتصادي الأميركي القوية وتعطل خطوط أنابيب في نيجيريا كانت أسبابا كافية للتعافي أمس الخميس.

وأعلنت وحدة شل في نيجيريا حالة القوة القاهرة في شأن صادرات خام بوني الخفيف الخميس بعد إغلاق خطي أنابيب رئيسيين في البلاد بسبب حوادث تسريب وسرقة. وقالت صحيفة وول ستريت جورنال إن فنزويلا تجري اتصالات مع دول أخرى أعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وتطالب بعقد اجتماع طارئ مع روسيا لإعداد خطة لدعم أسعار النفط. وقال مسؤولون في دول خليجية أعضاء بالمنظمة إنه لا توجد فرصة تذكر لأن تعقد المنظمة اجتماعا من دون دعم السعودية التي قالت من قبل إنها لا ترى ضرورة لعقد هذا الاجتماع.

وأكد الخبير النفطي محمد الشطي لـ «الراي» أن «هناك مؤشرات عدة إلى ضعف السوق حالياً والذي أسهم في دعم مسار الأسعار التنازلي وشكل ضغوطاً على أسعار النفط». وأضاف: «لعل العامل الأكبر والمستمر منذ نهاية 2015 حتى الآن هو التخمة في معروض النفط في مختلف الأسواق وتحول نفوط الاشارة إلى الكونتانغو حيث مستويات الأسعار الحاليّة اضعف من المستقبل، وهو ما يعني ضعف أساسيات أسواق النفطية».

وقال الشطي في تصريح لـ «الراي» إن «ما استجد في الأيام الماضية هي الشكوك والمخاوف حول أداء الاقتصادات الصينية والآسيوية والعالمية، التي أدت إلى خسائر في مختلف البورصات العالمية». وأضاف: إن «المخاوف منبعها هو تأثير ذلك في تباطؤ وانكماش يظهر اثره جلياً في معدلات استهلاك النفط في الاسواق الواعده في آسيا على وجه الخصوص».

وتنتظر السوق أرقاماً فعلية حول معدلات الاستهلاك في مختلف الاسواق خلال شهر أغسطس لاستشراف حالة الطلب العالمي على النفط.

واشار الشطي إلى ان «الأسعار تعافت قليلا وربما تتعافى ايضا بعد انباء عن سحوبات في المخزون النفطي الاميركي، والأنباء عن خفض في اجمالي مبيعات السعودية من النفط الخام من 7.4 مليون برميل يومياً خلال شهر يوليو 2.15 إلى 6.4 مليون برميل يومياً خلال شهر اغسطس، ما يعني خفضاً كبيراً قريبا من المليون برميل يومياً في السوق وبالتالي سحب الفائض من المعروض في السوق وهو يَصْب في صالح توازن السوق ودعم الأسعار».

وأوضح الشطي ان المراقبين في السوق متخوفون من حاله السوق بسبب عدم وجود طلب او تعافٍ حقيقي في الأسواق الآسيوية نتج عنه ضعف في الطلب على النفط وبالتالي شكوك حول المنافذ الآمنه نتيجه متانة الدولار وتأثيراته على الأسواق الواعدة، ولذلك ينتظر المراقبون تسعير شركة نفط أرامكو لنفوطها الشهري والذي يتم الإعلان عنه خلال الأيام العشر الأولى من شهر سبتمبر 2015، ويتوقع ان يتم زيادة العلاوات لمختلف النفوط مقارنة بالشهر الماضي السابق واتساع الفروقات ما بين النفط الثقيل والخفيف ليعكس ضعف اساسيات السوق ويسهم في تحفيز الطلب على النفط ويزيد الفروقات ما بين نفطي خام برنت ودبي لصالح برنت، لان غلاء نفط دبي وتقلص الفروقات يجعل النفوط الخليجية غالية وغير اقتصادية للمصافي في الاسواق الواعدة الاسيوية.

وفي كل الاحوال يرى المراقبون ضعف اسعار النفط خلال شهري سبتمبر وأكتوبر قبل أن يبدأ بالتعافي مدعوما بارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال فصل الشتاء مدعوما موسميا.

© Al- Rai 2015