27 05 2016

أكدت استبعاده من أجندة الجمعية العامة

            

أكدت لـ " الاقتصادية" رنا صيداني المسؤولة الإعلامية في منظمة الصحة العالمية في المكتب الإقليمي في القاهرة، أن فيرس كورونا أصبح لا يشكل خطورة كبيرة في السعودية، التي تعد أكبر دولة انتشر فيها هذا الفيروس خلال السنوات الأربع الماضية، مشددا على أن الأرقام لا تشير إلى زيادة كبيرة في عدد الحالات المصابة.

وقالت في حوار خاص مع "الاقتصادية" أمس، إنه إذا قارنا أعمار الأشخاص الذين أصيبوا عام 2016 بأعمار الأشخاص الذين أصيبوا ما بين 2012 و2015، فإننا لا نرى أي تغيير أساسي. وهذا يعني أن الفيروس لم يتغير، وأن سريانه لم يزدد ولم يصبح أكثر خطورة، مشيرة إلى أنه في الوقت نفسه تراقب المنظمة باستمرار انتشار هذا الفيروس.

وأوضحت المسؤولة الإعلامية في منظمة الصحة العالمية، أنه خلال مواسم الحج في الأعوام الماضية، لم نشهد زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا. كما أنه لم تسجل أي حالة إصابة بالعدوى لدى الحجاج العائدين إلى بلدانهم. وبما أن الفيروس لم يتغير فإننا لا نرجح حصول زيادة في عدد الحالات خلال الحج أو العمرة، على الرغم من توقع زيادة عدد المعتمرين هذا العام إلى نحو سبعة ملايين معتمر. وهنا محصلة الحوار:

ألاحظ خلو أجندة اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الصحة العالمية التي تعقد حاليا في جنيف من الحديث عن مرض فيروس كورونا الذي شكل خلال الفترة الماضية خطورة على الوضع الصحي في السعودية وسجلت حالات وفية ضخمة وإصابات، لماذا؟

تزخر أجندة جمعية الصحة العالمية التاسعة والستين التي تنعقد في الفترة بين 28-23 أيار(مايو) في جنيف بمناقشة حالات الطوارئ الصحية كافة، ومنها انتشار الأمراض المعدية وسريان الفيروسات التي شكلت خطرا على المجتمع الدولي أخيرا. فيما يتعلق بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو ما يعرف بفيروس كورونا، فإن الأرقام لا تشير إلى زيادة كبيرة في عدد الحالات المصابة. وإن قارنا أعمار الأشخاص الذين أصيبوا عام 2016 بأعمار الأشخاص الذين أصيبوا ما بين 2012 و2015، فإننا لا نرى أي تغيير أساسي. وهذا يعني أن الفيروس لم يتغير، وأن سريانه لم يزدد ولم يصبح أكثر خطورة. وفي الوقت نفسه تراقب المنظمة باستمرار انتشار هذا الفيروس. والحالات التي يسجلها خاصة الإصابات التي توجد في السعودية من حالات وفيات واستشفاء.

ما أبرز النقاط التي ستتم مناقشتها في أجندة هذا الاجتماع وتخص المنطقة العربية والسعودية خاصة، التي تشارك فيه بوفد رسمي برئاسة وزير الصحة؟

لا شك في أن أهم القضايا التي تتم مناقشتها الآن في جمعية الصحة العالمية وتهم المملكة على وجه الخصوص، هي الأمراض غير السارية، وأعني بها: السكري، السرطان، أمراض الأوعية الدموية، والأمراض التنفسية المزمنة كالربو، التي تلقي بثقل كبير على كاهل صحة الأفراد، وتشكل تحديا أساسيا للصحة العامة والتنمية المستدامة.

إذ تشير الأرقام إلى أن 78 في المائة من الوفيات في المملكة حصلت بسبب الأمراض السارية التي سبق أن ذكرتها. بالتفصيل:

- أمراض الأوعية الدموية سببت 45.7 في المائة من الوفيات.

- السرطان سبب 10.2 في المائة من الوفيات.

- الأمراض الرئوية سببت 3.3 في المائة من الوفيات.

- السكري سبب 4.6 في المائة من الوفيات.

وتشير الإحصاءات السعودية لعام 2013، إلى أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يستهلكون التبغ أو ما يعرف أيضا بالشيشة، ولا يتناولون الطعام الصحي، ولا يقومون بنشاط بدني، وكل ذلك يزيد من احتمال إصابتهم بالأمراض غير السارية. إن الأمراض غير السارية موضوع أساسي للنقاش خلال جمعية الصحة العالمية؛ إذ إن البلدان ستعرض الخطوات التي أخذتها للحد من هذه الأمراض، كما ستعرض العقبات التي تعترض جهود خفضها وتؤخر تطبيق الإعلان السياسي للأمم المتحدة الخاص بمكافحة الأمراض غير السارية 2011.

هل لدى منظمة الصحة خطة جديدة للتعامل مع حالات فيروس كورونا في السعودية خلال شهر رمضان، حيث يقدر عدد المعتمرين هذه المرة بسبعة ملايين؟

خلال مواسم الحج في الأعوام الماضية، لم نشهد زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا. كما أنها لم تسجل أي حالة إصابة بالعدوى لدى الحجاج العائدين إلى بلدانهم. وبما أن الفيروس لم يتغير فإننا لا نرجح حصول زيادة في عدد الحالات خلال الحج أو العمرة.

تشكل أرقام وفيات وإصابات الحوادث المرورية خطورة فعلية في المنطقة العربية، وأصبحت الأرقام مرتفعة جدا، ما الخطوات العملية التي ستقوم بها منظمة الصحة العالمية للتخفيف من هذه الأرقام؟ وما أكثر الدول العربية التي تسجل أرقاما مخيفة على مستوى الحوادث المرورية؟ وما الدولة الأكثر أرقاما في العالمية؟

توفر منظمة الصحة العالمية الدعم التقني للبلدان حول ماهية أفضل الوسائل والإجراءات لتقليل حوادث الطرق. أصدرت المنظمة عام 2009 قرارا تحث فيه الدول على أخذ الإجراءات اللازمة لحماية السلامة على الطرق، وصادق على القرار كل من وزراء الصحة في منطقتنا.

وشرح القرار بالتفصيل كيفية خفض معدل حوادث الطرق، ومنها: العمل مع القطاعات كلها وليس فقط قطاع الصحة، توفير رعاية صحية جيدة وفعالة ضد الإصابات والجروح، وتوفير خدمات إعادة التأهيل وغيرها. وتبع ذلك إعلان 2011-2020 العقد الذي يجب خلاله توفير السلامة على الطرق. ويتم مناقشة سلامة الطرق حاليا في جمعية الصحة العمومية، ونتوقع أن تصادق الدول على قرار بشأنها. خلال عام 2015، أصدرت المنظمة تقريرا مفصلا عن حالة سلامة الطرق في دول العالم. وإحصائيات وفق الدول الأكثر خطورة في الأرقام المسجلة على مستوى العالم.

ما زال مرض فيروس الإيذر يسجل أرقاما مخيفة في عالمنا العربي، هل لديكم إحصائيات حديثة عن عدد الإصابات في الدول العربية؟

إن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تضم أرقام الإصابة في منطقة شرق المتوسط ككل، التي تحتوي الدول العربية، إضافة إلى أفغانستان، باكستان وإيران. وتشير أرقام عام 2014 إلى حصول 326 ألف حالة إصابة. من بينها 16 ألف حالة لأشخاص أعمارهم ما بين 0 و14 عاما.

أما نسبة الإصابة لدى مجمل عدد السكان في منطقة شرق المتوسط فإنها 0.1 في المائة (صفر فاصل واحد في المائة من مجمل عدد السكان). عام 2014، أصيب 42 ألف شخص بالعدوى. وتوفي 15 ألف شخص، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم: الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات، وعاملي الجنس.

فيروس كورونا منذ اكتشاف أول حالة في سبتمبر عام 2012 في السعودية، إلا أن منظمة الصحة العالمية عاجزة عن تحسين جهودها لوقف حالات الإصابات المستمرة في التزايد خاصة في السعودية، هل يمكن القول إن المنظمة فشلت حقيقة في التخفيف من انتشار هذا المرض؟

منذ ظهور الفيروس عام 2012، تقدم منظمة الصحة العالمية الدعم لوزارة الصحة السعودية لمكافحة هذا الفيروس، من خلال تشديد إجراءات مكافحة العدوى في المستشفيات، التعرف السريع على الحالات ومعالجتها، إلا أن هناك هوة معرفية ونقصا في المعلومات حول كيفية انتقال الفيروس من الجمال إلى الإنسان وحول عوامل الخطر التي تزيد من احتمال إصابة الأشخاص بالفيروس أم لا. تعمل المنظمة بشكل وثيق مع المملكة لردم الهوة في المعلومات، لكن مما لا شك فيه هو أن مصدر الفيروس هو الإبل. أخيرا، أظهرت دراسة جديدة أن عددا كبيرا من الإبل في المملكة مصاب بفيروس كورونا مقارنة بالدول الأخرى.

ما آخر إحصائيات لديكم على مستوى العالم عن حالات إصابات ووفيات فيروس كورونا بالتفصيل؟

عالميا، منذ أيلول (سبتمبر) 2012 وحتى اليوم، أخبرت المنظمة بعدد 1733 حالة إصابة مؤكدة مختبريا بما فيها 628 حالة وفاة. ولدى المنظمة إحصائية دقيقة عن حالات إصابات المرض والوفيات على مستوى العالم.

© الاقتصادية 2016