09 02 2016

أثبتت الانتصارات العسكرية التي حققتها القوات الأمنية، لدوائر المراقبة الغربية التي كانت حتى وقت قريب منخرطة في حملة الترويج لـ»بروباغندا» الإرهاب والتشدد، بأن هزيمة «داعش» ممكنة. لا سيما بعد ان تكشف زيف الهالة الاعلامية التي رُسمت في بادئ الامر للتنظيم التكفيري الاخطر في العالم.

الانجازات النوعية المتحققة على الصعيد العسكري، أجبرت من كان يشكك في الامس القريب بجهود القوات المسلحة المسنودة بتشكيلات الحشد الشعبي ومتطوعي العشائر الوطنية، على الاعتراف بالقدرات المتنامية لجنود العراق الاشاوس الذين يقاتلون منذ اشهر لتطهير البلاد من رجس «قطيع التكفيريين» والمتمردين المحليين أيضا.

وعلى ضوء ما تحقق على الارض العراقية، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، ان «(داعش) لم يعد قوة هائلة صعبة المراس في أرض المعركة..»، مبينة ان التنظيم الارهابي راح «يتخبط».

وذكرت الصحيفة في تقرير لها نشر مؤخرا، نقلا عن محللين وخبراء ان «الهزائم الأخيرة التي تعرض لها التنظيم المتطرف في أرض المعركة تشير إلى أنه اخذ يتعثر بسبب تفاقم المشكلات المالية والفرار منه وتضاؤل عدد عناصره». ونقلت الصحيفة عن الخبير في شؤون «داعش» جاكوب شابيرو، قوله إن «هذه الأمور تشير إلى أن التنظيم التكفيري ككيان عازم على التمسك بالأراضي ليس مستداما».

وأضاف شابيرو، وهو استاذ في جامعة «برينكتون» قائلا: «قبل عام واحد كان ينظر إلى (داعش) على أنه قوة ساحقة، ثري ومنظم، وفيه آلاف المقاتلين الذين لديهم دوافع، حتى انه استطاع أن يجتاح أراضي في العراق وسوريا بسرعة هائلة وبوحشية، لكنه في الأشهر الأخيرة تراجع زخمه».

الصحيفة الاميركية المشهورة، أشارت ايضا الى أن الضربات الجوية التي تنفذها مقاتلات «التحالف الدولي» بزعامة الولايات المتحدة، ألحقت أضرارا بالبنى التحتية النفطية والمالية التي كان يعتمد عليها «الدواعش» وتعتبر أحد مصادر دخله الرئيسة. وتابعت: «كما أن خسائر الأرض حرمته من الضرائب التي كان يفرضها على السكان والأصول المالية التي كان يستولي عليها»، لافتة إلى أن «كل هذا بدا وكأنه قد أجبر التنظيم المتشدد على خفض الرواتب التي يقدمها لعناصره».

يشار إلى أن مسؤولين عسكريين أميركيين، قدروا خسائر «داعش» منذ أن أعلن خلافته المزعومة صيف عام 2014، بنحو 40 بالمئة من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق و20 بالمئة من تلك التي كان يحتلها داخل سوريا. في السياق، قال قائد الحملة الجوية الفرنسية ضد «داعش» إن التنظيم المتطرف «اصبح في موقع الدفاع، وليس بمقدوره تحقيق النصر في المعارك او كسب اراض جديدة نتيجة قصف التحالف الدولي».

وعبّر الادميرال رينيه جان كرينولا، في تصريحات صحافية، عن ثقته بأن مضاعفة عدد الطائرات الفرنسية المشاركة في التحالف كان «لها اثر كبير»، مشيرا الى ان «استرداد مدينة الرمادي العراقية من ايدي (داعش) يبرهن على انه فقد زمام المبادرة». تصريح كرينولا، يأتي عقب قرار بلاده تصعيد الضربات الجوية في الحرب ضد التنظيم الارهابي. في وقت أشارت فيه تقارير اخبارية الى ان حاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» الموجودة في مياه الخليج تطلق ما معدله 20 طلعة جوية يوميا على معاقل «داعش» في العراق وسوريا.

وحذت هولندا حذو فرنسا في تنفيذ غارات جوية على اوكار «الدواعش» ومريديهم المحليين، حيث اعلنت حكومة امستردام، شن مقاتلاتها نحو ألف و300 غارة جوية ضد عصابات «داعش» في العراق، وهو ما ينبئ بسعي دولي للقضاء على «خفافيش الظلام» بعد فترة من التهاون وغض الطرف عن الجرائم التي ارتكبوها في العراق وسوريا.

© Al Sabaah 2016