29 07 2015

لم تجرِ رياح "الناتو" بما اشتهت سفن أنقرة بإقامة منطقة عازلة آمنة داخل الأراضي السورية رغم "الضوء الأخضر" الأميركي، حيث خابت آمال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد بيان الاجتماع الطارئ لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في بروكسل أمس الثلاثاء أن لا علاقة للحلف بإقامة منطقة آمنة شمالي سوريا وأن الموضوع "ثنائي بين أنقرة وواشنطن".

وقال أمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ إن "الحلف لا يشارك في الجهود التي تبذلها تركيا لإقامة منطقة آمنة على الحدود السورية- التركية بغية التصدي للخطر الذي يشكله تنظيم "داعش"، بل يدور الحديث عن مبادرة ثنائية لتركيا والولايات المتحدة".

كما أعلن الحلف في بيان صدر عقب الاجتماع الطارئ أنه "يتابع التطورات على الحدود الجنوبية الشرقية لحلف شمال الأطلسي بشكل وثيق جدا"، وأوضح البيان أن "الإرهاب يشكل تهديدا مباشرا لأمن دول حلف شمال الاطلسي والاستقرار والرخاء الدولي".

منطقة أردوغان العازلة

وكان أردوغان صرّح قبيل اجتماع "الناتو"، إن بلاده تسعى لاتخاذ الخطوة الأولى لإقامة منطقة آمنة في شمال سوريا.

واكد اردوغان خلال مؤتمر صحفي قبل مغادرته أنقرة في زيارة رسمية إلى الصين أنه "يتوقع أن يعلن حلف الناتو عن استعداده لاتخاذ الإجراءات الضرورية في سياق إقامة منطقة آمنة في شمال سوريا"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وأوضح أردوغان: "يكمن هدفنا في تهيئة القاعدة لإقامة منطقة آمنة. وفي المرحلة الأولى يتعين علينا تطهير المنطقة من عناصر "داعش"، وبذلك ستتم إقامة البنية التحتية الضرورية للمنطقة الآمنة، بما يتيح لـ1.7 مليون سوري العودة إلى منازلهم"، على حد قوله.

وكشف أردوغان أنه بحث مع نظيره الأميركي باراك أوباما خلال المكالمة الهاتفية التي جرت الأربعاء الماضي، الإجراءات التي اتخذتها أنقرة في هذا الاتجاه. وفي تناوله عملية المصالحة مع الأكراد، اتهم أردوغان حزب العمال الكردستاني بتخريب هذه العملية.، وشدد قائلا: "لا يمكننا أن نتفاوض مع أولئك الذين يهددون أمننا القومي والوحدة". واعتبر أن استئناف عملية التفاوض يتطلب "تطهير" تركيا أولا من الجماعات الإرهابية المرتبطة بالمتمردين الأكراد.

توافق أميركي

يذكر أن مسؤولا أميركيا قال، أول من أمس الاثنين، إن واشنطن وأنقرة متفقتان على العمل معا لتطهير شمال سوريا من تنظيم "داعش" الإرهابي، لكنه أكد أن الجانبين لم يتفقا على فرض منطقة حظر للطيران. وقال المسؤول لوكالة "فرانس برس" خلال مرافقته للرئيس باراك أوباما في زيارة إلى أثيوبيا: إن "الهدف هو إقامة منطقة خالية من تنظيم داعش وضمان قدر أكبر من الأمن والاستقرار على طول الحدود التركية مع سوريا".

هجوم

من جانب آخر، اتهم وزير الطاقة التركي تانير يلدز من أسماهم "المتمردين الأكراد" بتنفيذ هجوم استهدف أمس خط أنابيب الغاز الطبيعي بين إيران وتركيا، والذي تسبب في اندلاع حرائق هائلة، كما أوقف تدفق الغاز.

وقال يلدز: إن الانفجار وقع في محافظة أغري، التي تبعد نحو 15 كيلومترا عن الحدود الإيرانية، وأشار إلى أن اللوم يقع على "المتمردين الأكراد".

إلى ذلك، قتل مسلحون مجهولون بالرصاص قائد الشرطة في إقليم ملاذغيرت في محافظة موس التي تقطنها أغلبية كردية جنوب شرقي تركيا، حسب ما أعلنت مصادر طبية.

© Al Sabaah 2015