29 11 2015

بقلم: حمد التركيت الرئيس التنفيذي السابق لشركة إيكويت للبتروكيماويات

                              
أعلنت شركة إيكويت عزمها الاستحواذ على شركة ME GLOBAL والتي تملكها مناصفة كل من شركة صناعة الكيماويات البترولية وشركة داو الاميركية، وهذه الشركة تنتج مادة الإيثيلين جلايكول والتي تستخدم في صناعة البوليستر وكذلك تستخدم في صناعة الحبيبات البلاستيكية للعبوات PET.

وقد حققت ME GLOBAL أرباحا تجاوزت القيمة التي اشترتها صناعة الكيماويات البترولية بأضعاف المرات واستطاعت ان تلعب دور اللاعب الرئيسي في الاسواق العالمية، حيث ان المنافس الأول لها هي شركة سابك، وبالرغم من أنها تملك شركة EQIPOLYMER التي تنتج مادة PET، وهي التي خسرت بسبب ضعف أسعار المنتج في الأسواق العالمية وليس لأسباب أخرى روج لها كثير من الذين تخفى عليهم أسواق المنتجات البتروكيماوية. 

وإذا أردنا الوقوف على ما سيترتب عليه الاستثمار المعلن عنه، يجب إيضاح بعض الأمور التي تخفى على كثير من العامة حتى لا يقع القارئ تحت مظلة التضليل خصوصا ضد الشريك الأجنبي الذي بات ضحية وفريسة للإعلام الموجه والسياسة، ومن هذه الإضاءات:

? ان مصانع الشركة في كندا تعمل بطاقة إنتاجية تصل الى قرابة 2 مليون طن وبأقل عدد من العمالة مقارنة بمثيلاتها وكذلك مصانعها في ألمانيا وليس عمر المصانع هو الفاصل ولكن مدى كفاءة التشغيل والصيانة وقدرتها على الإنتاج.

? تقوم ME GLOBAL بتسويق 3 ملايين طن في الأسواق العالمية وتحتل المرتبة الثانية بعد سابك، وتعتبر من الشركات التي يعتد بها في تسعير مادة الإيثيلين جلايكول عالميا ولديها فرص كبيرة للتطور مستقبلا.

? تم تدريب عدد لا بأس به من الكويتيين في مصانع الشركة في كندا، وهذا رابط فني وتقني كبير بين ايكويت وصناعة الكيماويات البترولية وشركة ME GLOBAL، أضف الى ذلك بعدا استراتيجيا وتقنيا اكتسبته الكويت وشبابها في المجالات الفنية المختلفة.

? باعتقادي يجب على «صناعة الكيماويات» المضي قدما في إنشاء مصانع إضافية لإنتاج الإيثيلين جلايكول في مجمع الأوليفينات الثالث المزمع تشييده مع مصفاة الزور والسعي لزيادة إنتاجها حتى يتم تعزيز المركز التنافسي لـ «ايكويت» في أسواق الجلايكول، خصوصا وأن الأرباح التي ستجنيها الشركة من صناعة هذه المادة أكبر بكثير من المنتجات الاخرى لأنها تستهلك الاثيلين بنسبة اقل بكثير من المنتجات البتروكيماوية الاخرى.

?تخارج الشريك الأجنبي ليس بالضرورة هروب أو خوف من خسائر مقبلة، كما يفسرها البعض، ولكن توجه شركة داو الى تعزيز مركزها في إنتاج المواد الخصوصية هو الدافع الأكبر لتخارجها من معظم مشاريعها.

? لدينا في الكويت نخبة من الخريجين من الجنسين في تخصصات هامة في الهندسة وعلينا تعزيز هذا الرافد الصناعي لاستيعاب تلك الاعداد في المستقبل، لذا من الواجب على الجميع السعي للاستثمار في الصناعة البتروكيماوية مع وجود خطة لتدريب العمالة الكويتية في تلك المصانع والشركات.

? حسنا ما تقوم به «صناعة الكيماويات» من التوجه للاستثمار في الهند وكذلك اندونيسيا في مجمعات للبتروكيماويات، تلك هي العوائد المجدية وليس بيع النفط كمادة خام حتى تتعرض اسعاره للظروف المتقلبة والمضرة أحيانا.

لذا علينا جميعا تشجيع الاستثمار في مشتقات النفط وليس محاربة الاستثمار ونبذ المشاركة مع الشركات الاجنبية، حيث باتت سمعة الكويت في السوق العالمية ومشاكل المستثمر الأجنبي فيها حديث الساعة.

كلنا ثقة في شركة ايكويت ممثلة بجميع موظفيها من مشغلين الى قياديين في إدارة شركة ME GLOBAL على الوجه الذي يزيد نجاحها نجاحا، لتكون ايكويت أداة الاستثمار التي تستطيع بها مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها الاستحواذ على مصانع للبتروكيماويات في شتى أنحاء العالم.

ختاما، نتمنى مزيدا من الاستحواذات وتكريس النجاح في المستقبل.

© Al Anba 2015